عامل معاوية من القتل والتهديد والحلف على المنبر انه لو لم يمنع لما ترك بالمدينة محتلما " مشهورا مذكور لانطيل به وروى أهل السير ومنهم ابن الاثير ان عمارا قال لعمرو بن العاص يا عمرو لقد بعت دينك بمصر فقال لا ولكن اطلب بدم عثمان فال انا أشهد على علمي فيك انك لا تطلب بشئ من فعلك وجه الله (وأنا اشهد ان أبا اليقظان صادق ولعنة الله على الكاذب) وانك ان لم تقتل اليوم تمت غدا فأنظر إذا اعطي الناس على قدر نياتهم مانيتك لقد قاتلت صاحب هذه الراية (يعني عليا) ثلاثا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهذه الرابعة (انتهى). وما لزم عمروا من كلام عمار فهو لمعاوية الزم لانه شر منه وهو الراشي له بوعده تولية مصر والمستعين به في الحيل على الله وعلى المؤمنين فقوم هذا حالهم وهذا كلام عمار وامثاله فيهم يقال عنهم انهم مجتهدون لا والله ثم لا والله ليسوا بطالبي حق بل لم يزل أمرهم على ما كانوا عليه في الجاهلية من محادتهم لله ورسوله لا يحبهم من خامر الايمان قلبه ولا يناضل عنهم من أخلص لله تعالى اسلامه لانهم خانوا الله ورسوله والمؤمنين ولا تكن للخائنين خصيما اخرج البزار بسند معتمد عن زيد بن وهب قال: كناعند حذيفة رضى الله عنه كيف انتم وقد خرج اهل دينكم يضرب بعضهم رقاب بعض قالوا فما تأمرنا قال: انظروا الفرقة التي تدعوا إلى أمر علي فألزموها فانها على الحق. (ولابن أبي شيبة) بسند صحيح على شرط الائمة الستة عن أبي الرضى سمعت عمارا يوم صفين يقول من سره ان تكتنفه الحور العين فليتقدم بين الصفين محتسبا. وله بسند معتمد انه كان يقول بين الصفين باعلى صوته روحوا إلى الجنة قد تزينت الحور العين فأني لارى صفا ليضربنكم ضربا يرتاب منه المبطلون والذي نفسي بيده لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعرفنا أنا على الحق وهم على الضلال وقد روى ابن الاثير حديث " عمار تقتله الفئة الباغية "
--- [ 56 ]
Page 55