243

Conseils suffisants

النصائح الكافية

لا يرضون هذا منا ولا من غيرنا. ثم انا إذا وجدنا فيهم من سكت عن معاوية وفضائحه فلا نجد من علمائهم وكبارهم من يطريه ويمدحه ويسيده ويترضى عنه ويتمحل لتبريره ويؤول خطاياه كما يفعل اكثر الاشاعرة والما تريدية اللهم الا افرادا نشأوا بغير بلادهم وتلقوا اكثر علومهم عن الغير فشذوا عن قومهم في هذه المسألة كصحاب المشرع الروي واحاد غيره ولا عبرة بالشاذ وانما العبرة بالغالب والسواد الاعظم من كان على الحق. اخبرني الثقة منهم ان الامام الشافعي رحمه الله اسر إلى الربيع انه لا يحتج في دين الله بواحد من هؤلاء الاربعة معاوية وعمروبن لعاص والمغيرة بن شعبة ومروان بن الحكم وانه لا يفضل على علي احد (1) (انتهى) فسادتنا

---

(1) من نظر بأمعان إلى غوامض كلام الامام الشافعي رحمه الله عرف منها مذهبه في تفضيل علي عليه السلام على جميع الصحابة رضى الله عنهم انظر إلى ابيانه التي يقول: إذا نحن فضلنا عليا فأننا * روافض بالتفضيل عند ذوي الجهل وفضل ابي بكر إذا ما ذكرته * رميت بنصب عند ذكري للفضل فلا زلت ذا رفض ونصب كلاهما * بحبهما حتى اوسد في الرمل فانه اتى في ذكر تفضيله عليا (ع) بصيغة الزيادة والتكرار حيث قال إذا نحن فضلنا عليا أي حكمنا بزيادة فضل علي فاننا بذلك التفضيل روافض عند الجهال فقط ويفهم منه ان القول بتفضيل علي مطلقا ليس في شئ من الرفض عند العلماء ثم قال رحمه الله وفضل أبي بكر إذا ما ذكرته البيت جاءهنا بمجرد ذكر الفضل لا بصيغة التفضيل كما جاء بها في البيت الاول فمعناه إذا ذكرت فضل ابي بكر رميت بالنصب عند ذكرى فضله ولم يكن تعبيره رحمه الله بالتفضيل في الاول وبمجرد ذكر الفضل في الثاني عفوا من غير قصد أو تفننا في العبارة أو مراعاة للوزن كما يظنه من ظنه لا بل صنع ذلك عمدا لغرض مقصود عنده وذلك انه سيقسم بعد ذلك انه لا يزال بهاتين الحالتين اللتين ذكرهما من تفضيل علي وذكر فضل ابي بكر إلى الموت حيث قال فلا زلت ذا رفض أي بتفضيلي عليا ونصب اي بذكري فضل أبي بكر حتى اوسد في الرمل وانظر أيضا إلى قوله رحمه الله في الابيات الاخرى: (*)

--- [ 245 ]

Page 244