Du Transfert à la Création
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (١)
Genres
لذلك يتم استعمال فعل الأمر للمؤلف والقارئ على السواء بأفعال «اعلم»، «اعرف»، «انظر» وكان المعرفة إلزام خلقي في تجربة مشتركة، عودا على بدأ، ومسكا بالخيط من أوله، العود إلى الرأس. وقد يكون الشخص الثالث الغائب في صيغة الندب وليس الأمر.
187
ولا يعني هذا الاقتضاء الاعتماد على المعيار الداخلي وحده بل هو اقتضاء خارجي أيضا يقوم على التعليل والبحث عن الأسباب. فإن كان الفكر منطقيا يقوم على استدلال صوري إلا أنه أيضا يقوم على تحليل الأسباب جامعا بين المنطقين الصوري والمادي، الرياضي والعلمي، العقلي والتجريبي. والأسباب هي التي تفسر أقوال الآخر وأقوال الأنا. فلا قول بلا علة كما هو الحال في علم أصول الفقه، لا حكم إلا بعلة بالرغم مما قد يؤدي تحليل العلل إلى التطويل. والعلة الغائية أقوى أنواع العلل وأولاها. فالغاية هي التي تحدد مسار الفكر وتكشف أصده. هي النتيجة النهائية، المطلوب إثباته؛ ومن ثم كان أفضل فهم للقول يتم عن طريق معرفة العلة الغائية.
188
ويصف ابن سينا مسار فكره، ما تم في الماضي وما يتم في الحاضر وما سيتم في المستقبل في مسار واحد متصل، له بداياته ونهاياته، مقدماته ونتائجه في استدلال واحد مستمر يخلو من التناقض والقفزات. يعود على بدء، ويذكر بما فات، ويعلن عما هو آت وبيان ما يحدث الآن. ويتم الربط أحيانا بين الفقرات عن طريق استعمال هذه الأزمنة الثلاثة. وغالبا ما يكون المسار في فعل من أفعال الإيضاح والإظهار والكشف، وأحيانا يتم الإيحاء بشيء دون تفسير ثم يعاد إلى تفسيره وتفصيله. وذلك أظهر في «الشفاء» منه في «النجاة» أو «الإشارات والتنبيهات» نظرا للطابع المغلق للشفاء الذي يحتاج باستمرار إلى تذكير وتنبيه وبيان لمسار الفكر، وتقل هذه الألفاظ الرابطة في الموضوعات المحلية، في تنظير الموروث، وتزيد في الوافد، تنبيها للقارئ على منطق الغريب. فتغيب مثلا في المقالة العاشرة في «الإشارات والتنبيهات»، وتقل في «النجاة»، وتكثر في «الشفاء». تقل في الاختصار، وتكثر في التطويل.
189
والغالب هو الفعل الماضي للتذكير بما سلف.
190
والمضارع يبين الخطوة الحالية للقارئ.
191
Page inconnue