113

Names and Attributes Series

سلسلة الأسماء والصفات

Genres

إثبات صفة الإعزاز والإذلال لله ﷿ قال: (يعز ويذل) وهذا أيضًا إثبات لصفتين متقابلتين كالسابقتين، فالله ﷾ هو المعز المذل، وهذان الاسمان مشتقان من هاتين الصفتين. والمعز: من العزة التي هي المكانة والقدر. والمذل: من الذلة التي هي المسكنة وانحطاط المنزلة. وقد قال الله تعالى: ﴿تُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ﴾ [آل عمران:٢٦] ومنهما اشتق له هذان الاسمان: المعز المذل، اللذان جاءا في حديث أبي هريرة. والعز: صفة الله ﷾، ومنه اشتق العزيز، وهذه الصفة غير صفة المعز، فالمعز معناه: الذي يعز من شاء من عباده، والعزيز معناه: العزيز بنفسه، فالعزيز من صفات الذات، والمعز من صفات الأفعال. ومعنى العزيز مختلف فيه، فقيل: معناه الذي لا نظير له، من العزة التي هي القلة، وهذا من معاني الوحدانية، إذ العزيز عند المحدثين الذي انفرد به راويان في طبقة من طبقات الإسناد أو أكثر، فسمي عزيزًا لقلة رواته أو لندرة وجوده، ويمثلون له بما رواه أبو هريرة وأنس عن رسول الله ﷺ أنه قال: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده)، فهذا انفرد بروايته أبو هريرة وأنس عن رسول الله ﷺ، وانفرد بروايته عن كل واحد منهما اثنان. والمعنى الثاني للعزيز: أنه من العزة التي هي القهر والقوة، فهو ﷾ القوي وهو الجبار ذو القوة المتين، فهذا معنى العزة أيضًا، والعرب يقولون: (من عز بز) أي: من غلب سلب غيره عزته، وفي ذلك تقول الخنساء ﵂: تعرقني الدهر نفسًا وحزا وأوجعني الدهر ضربًا وغمزا وأفنى رجالي فبادوا وبادوا وأصبح قلبي بهم مستفزا كأن لم يكونوا حمى يتقى إذا الناس إذ ذاك من عز بزا تريد هذا المثل.

7 / 4