وما عاقل في بلدة بغريب
والعاقل يا مولاي لا يكون إلا بصير، وبعواقب الأمور خبير، لا يغضبه القادح، ولا يسره المادح، تراه ثابتا في النوازل، معدودا في البواسل، لا يتسبب في نقمة، ولا يحسد على نعمة، ولا ينظر إلى عورة، ولا يسعى إلى مضرة، ولا يعجب بنفسه، ولا يتكبر على أبناء جنسه، ولا ينم ولا يستغيب، ولا يكون إلا في جميع الأقوال مصيب، وما ذلك إلا بفراسته ونبالته، وكمال عقاله وسياسته.
إذا أكمل الرحمن للمرء عقله
فقد كملت أخلاقه ومآربه
حليم :
مثلك يا غادر من يكون، في جميع الأحوال والشئون، فلله درك من عاقل أديب، جمع الله فيك كل وصف عجيب!
غادر :
ما أنا يا مولاي إلا عبد إحسانك، وغريق حب بنانك، فلولا وجودك ما ذكرت بلسان، ولا ميزت الإساءة من الإحسان، وحيث إن الله كفاني كيد ناصر، وأبعده عني نادما خاسر، فأرغب ألا يضيع الوقت بذكره، فقد لقي عاقبة مكره.
حليم :
ماذا تريد يا أخي أن نفعل؟
Page inconnue