L'étoile brillante en commentaire du Minhaj

Muhammad Damiri d. 808 AH
100

L'étoile brillante en commentaire du Minhaj

النجم الوهاج في شرح المنهاج

Chercheur

لجنة علمية

Maison d'édition

دار المنهاج (جدة)

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٥هـ - ٢٠٠٤م

Genres

إِلاَّ نَوْمَ مُمَكَّنٍ مَقْعَدَهُ. ــ قيل لعمرو بن العاصي ﵁: ما بال قومك لم يؤمنوا، وقد وصفهم الله تعالى بالعقل فقال: ﴿أَمْ تَامُرُهُمْ أَحْلامُهُم بِهَذَا﴾؟ - وكانت قريش تدعى أهل الأحلام والنهى – فقال: (تلك عقول كادها الله) أي: لم يصحبها التوفيق. وقال قوم: أحلامهم: أذهانهم، وإن العقل لا يعطى لكافر؛ إذ لو كان له عقل .. لآمن، إنما يعطى الكافر الذهن. روى الترمذي الحكيم بسنده: أن رجلًا قال: يا رسول الله؛ ما أعقل فلانًا النصراني؟ فقال ﷺ: (مه، إن الكافر لا عقل له، أما سمعت قول الله تعالى: ﴿وقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾)؟ وأجاب الجمهور بحمل هذا على العقل النافع. واختلف العلماء ﵃ في محل العقل: فقال أصحابنا وجمهور المتكلمين: إنه في القلب. وقال أصحاب أبي حنيفة وأكثر الأطباء: إنه في الدماغ. قال: (إلا نوم ممكن مقعده)، فلا ينقض سواء كان على أرض أو على دابة؛ لما روى مسلم [٣٧٦] عن أنس: (أن أصحاب النبي ﷺ كانوا ينامون ثم يصلون ولا يتوضؤون). ولفظ (أبي داوود) [٢٠٢]: (كانوا ينتظرون العشاء، فينامون حتى تخفق رؤوسهم الأرض، ثم يصلون ولا يتضؤون)، وحمل على نوم المتمكن جمعًا بين الأحاديث. وفي (البويطي): أن النوم ينقض، وبه قال المزني. والصحيح: أنه مظنة للحدث، فلو كان مفرط الهزال .. فهو عند الرافعي محدث مع تمكنه. وجعل ابن الرفعة هذا وجهًا، فقال: وفي الهزيل وجه. والمعتمد: ما في (الرافعي). وكان الأحسن أن يعبر بالغلبة على العقل؛ ليصح استثناء النوم؛ فإنه لا يزيل العقل. وقيل: نوم المحتبي ناقض. وقيل: النوم في الصلاة لا ينقض، ولو كان ساجدًا؛ لقوله ﷺ:

1 / 270