قوله: (وإذا عطف على عاملين مختلفين) يعني إذا عطف بحرف واحد معمولين على معمولي عاملين مختلفين لم يجز، وقوله: (على عاملين) يحترز من العامل الواحد، فإنه جائز سواء كان له معمول، ك(قام زيد وعمرو) أومعمولان، ك(ضرب زيد عمرا وبكر خالدا). قوله: (مختلفين) يحترز عن المتماثلين فإنه جائز نحو(ضرب ضرب زيد عمرا وبكر خالدا) فإذا عرفت ذلك، فاعلم أن المعطوف إن كان واحدا، وعطفته على معمول واحد جاز [و72] نحو(قام زيد وعمرو) وإن عطفته على معمولين لم يجز، سواء كان العامل واحدا، نحو(ضرب زيد عمرا وبكر) أوالعاملين نحو(قام زيد وقعد عمرووبكر) لأنه يؤدي إلى معمول بين عاملين وإن لم يعرب بإعرابين وإن كان المعطوف أكثر، فإن عطفته على معمول واحد لم يجز نحو(قام زيد وعمرووخالد) إلا على قول من أجاز حذف العاطف وإبقاء المعطوف كما حكي (أكلت لحما خبزا تمرا) وإن عطفته على معمولين فصاعدا لعامل واحد جاز، نحو(ضرب زيد عمرا وبكر خالدا) و(علمت زيدا قائما وعمرا قاعدا) و(أعلمت زيدا عمرا قائما وبكرا خالدا قاعدا) وإن عطفته على معمولين فصاعدا لعاملين فصاعدا، فإن زاد العامل على اثنين نحو(خرج زيد من الدار إلى المسجد وعمروالحانوت إلى السوق) لم يجز، وإن كانا اثنين، فإن كان العطف بغير الواولم يجز، وإن كان بالواوفهي مسألة المصنف(1)، نحو(زيد في الدار وعمر والحجرة) منعها سيبويه(2) والجمهور، واختاره الزمخشري(3) ، وحجتهم أن الواونائبة مناب العامل الواحد وقائمة مقامه، وفي هذه المسألة وأمثالها قيمته مقام عاملين وهوضعيف، لأنه لا يقوى أن يقوم مقام عاملين، ثم إن بعض العوامل لا تصل إلى معمولين كحرف الجر، فكيف ما قام مقامه، وأجازه الفراء(1) وبعض الكوفيين والأخفش(2) من البصريين وحجتهم قوله تعالى: {إن في السماوات والأرض لايات للمؤمنين}(3) ثم قال: {وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون}(4) فيمن نصب آيات، فتصريف الرياح معطوف على (خلق السموات) والعامل فيه في وآيات عطف على الآيات، والعامل فيها أن قولهم (ما كل بيضاءشحمة ولا سوداء تمرة)(5) فسوداء معطوفة على بيضاء، وعاملها (كل) وتمرة على شحمة وعاملها (ما) وقوله:
Page 28