(وصلاة الأولى، وبقلة الحمقاء) ونحوذلك لأن الجامع صفة للمسجد، والغربي صفة للجانب والأولى صفة للصلاة، والحمقاء صفة للبقلة، وتأوله المانعون على أن الموصوف محذوف، وتقديره (مسجد الوقت الجامع) و(وجانب المكان الغربي) و(صلاة الساعة الأولى) و(بقلة الحبة الحمقاء)(4) وتأوله بعضهم على أنه من قبل إضافة الاسم إلى المسمى(5)، وقد روي عن الكوفيين أنهم يقولون: إن الصفة قد ذهب بها مذهب الجنس فجعل الجامع اسما لكل ما يجمع غيره، وأضيف إليها كما يضاف نوع الشيء إليه نحو(خاتم حديد) واحتجوا على إضافة الصفة إلى الموصوف ب قوله: (مثل جرد قطيفة، وأخلاق ثياب، متأول) لأن (جردا) صفة لقطيفة، و(أخلاقا) ثصفة لثياب، وتأوله المانعون بتأويلات ثلاثة ؛ أحدها: أنه من إضافة الاسم(1) إلى المسمى.
الثاني: أنه لم يرد بالصفة الموصوف، وإنما أريد بعضه، فمعنى (جرد قطيفة) و(أخلاق ثياب) جرد من قطيفة، وأخلاق من ثياب؛ لأن القطيفة تكون جردا وغير جرد، والثياب أخلاق وغير أخلاق، فهوككرام الناس، وخاتم فضة.
الثالث: وهوتأويل المصنف: (2) إن الأصل قطيفة جرد، وثياب أخلاق، فحذف الموصوف واكتفى بالصفة لكثرة ذكره، فبقي جرد وأخلاق، فألبس بكونه صالحا لقطيفة وغيرها، وأخلاق لثياب وغيرها مثل خاتم في كونه صالحا لأن يكون من فضة وغيرها، وأخلاق لثياب وغيرها فجاؤا بالموصوف بعد على جهة البيان كما في قوله:
[307] والمؤمن العائذات الطير يمسحها
ركبان مكة بين الغيل والسند(3)
لأن أصله، والمؤمن الطير العائذات، وأضافوا إليه الصفة إما للتخفيف، وإما لأن الصفة لما نابت مناب الموصوف صارت كالاسم وإضافته من باب (خاتم حديد) لكن الصفة في هذا الوجه هوالموصوف كله، وفي الوجه الثاني بعضه.
Page 494