============================================================
ان قلت: كذلك أرد منهم وقضى عليهم، ان يكون بعضهم مؤمنا، وبعضهم كافرا . وهو لصمر الله، قولك قد احتججت به فى كتابك هذا قلنا : فاخبرنا عن قوله ، عز وجل، : (وما خلقت الجن والأنس الابيعدون(62(1) اصدق فيه ام لم يصدق؟ فان قلت: لم يصدق. كفرت وحل قتلك.
وان قلت: صدق. قلنا لك: فما بال العباد لم يمبدوه كما خلقهم لعبادته ..
فان قلت : غلبوه وعجز عنهم. كفرت، وخرجت من دين الإسلام . فلابد لك بالاضطرار، وأنت راغم الأنف، أن تقول: لم يعبدوه كما خلقهم لعبادته، لا(2) من ز ولا من ضعف: فنقول لك: فاخبرنا ما العلة الشى قمدت بهم عن العبادة، وأخرجتهم عن الطماعة والعبادة التى خلقوا لها؟! فلا تجد علة تعتل بها، ولا حجة تجيبنا بها، ولا وزرا تلجا إليه، إلا الاقرار بانهم مخيرون فى العبادة، غير مجبورين ولا مكرهين ولامقسورين وذلك هو الحق، لابد لك من ذلك، احببت أو كرهت، لاضطرار الحجة الخانقة لك، التى لم توجدك سبيلا إلى كذب على الله، عز وجل، ولا فرية عليه، فافهم هذه الحجة الدامغة، لك ولاصحابك المجيرة، الشى غرقتم فى بحرها، فإن مثلك مثل الشاة التى تبحث عن الشفرة لتذبح بها.
ثم نقول لك من بعد هذا : إن الله، عز وجل، خلق الجن والإنس والملائكة، ليمبدوه، مخيرين لا مجبورين ولا مكرهين، ولو اراد لجبرهم على العبادة جبرا قرا ال وقهرا، فلا يكون تحت اديم السماء أحد إلا عابد لله، عز وجل، وشاهد ذلك قوله لنبيه، صلي الله عليه،: ( ولو شاء رمك لآمن من في الأرض كلهم جميعا، أفأنت تكره الناس حخن يكونوا مزمنين 2).
78و/ فأخبره، عز وجل، أنه لو شاء لامنوا كلهم جميعا، جبرا وقسرا وحتما، يم لا يكون لهم حمد ولا أجر، ولكان فى ذلك الكفاية (عن إرسال الرسل وإنزال (1) وره الذارهات : الآية 56.
(4) سوره هونس: الأية 99.
Page 243