216

============================================================

سبحانه الله العظيم، وتعالى عما قلتم علوا كبيرا، ألا ترى كيف تضربون وجه القرآن، وتردون عليه مكابرة للعقول، وتركا لاستعمال النظر وتدبر القرآن، فالله المستعان.

والدليل على أن الله، جل ثناؤه، عدل لا يجور على خلقه، ولا يقضى عليهم بالفساد إقرار المخالفين لنا، أنه، عز وجل، غنى، فلما صح أنه غنى، نظرنا ما سبب جور الجائر، وما الذى حله على الجود، فاذا الجائر لم يحمله على الجور لا استجلاب منفعة لنفسه، أو دفع مضرة عنها، ولولا ذلك لم بجر ولم يظلم، وأن (1) ذلك الفعل لا يفعله إلا فقير محتاج، غير غنى عن فعل ذلك، وإذا الواحد الرحمن، الكبير المتعال، القوى القادر القاهر، عز وجل، غنى على الحقيقة لا على المجاز، وهو غنى عن عباده، ولا يحتاج إلى شيء من جميع الأشياء كلها، والغنى س عبادة لا يستجلب لنفسه منفعة ولا يدفع عنها مضرة، فصح وثبت أن الجور والظلم عنه منفى، إذ لا فاقة ولا حاجة تضطره إلى استجلاب منفعة، ولا دفع مضرة، تقدس عن ذلك رب العالمين، الذى لا يأمر بالجور، ولا يرضى (4) به، ولا يقضى الغساد، ولايخلق افعال العباد، ولا يقدر عليهم العبادة للأنداد ، ولا الموالاة للأضداد، ولا قتل أهل الرشاد، ولا القول بالالحاد، ولا ما ادعوا عليه من الصواحب والأولاد قدوس قدوس رب العرش العظيم : احتع الهبر بقونه تعالى (فعال لما يريد (0: ثم قال عبد الله بن يزيد البغدادى: ثم سلهم عن قول الله، سبحانه، تعال لما يريد(36} (3)، اليس هو فعال لذلك 9 فإن قالوا : بلى (4) . فقل : افليس قد أراد أن يكون الناس جميما مؤمنين؟ .. فإن قالوا: بلى: فقل لهم : فما لهم لم يكونوا كما أراد أن يكونوا ؟1 فان قالوا : إنه لم يرد ان يكونوا مؤمنين، إرادة قسر، وإنما اراد أن يكونوا مؤمنين (1) فى الأصل إذا (2) فى الأصل : ولا يضا 21) سورة البروج: الأية 16 4) مو الاصل تلا . وكدلك كد حف رجاه ياتى بعد

Page 216