Nahu Thaqafa Islamiyya Asila

Omar Suleiman al-Ashqar d. 1433 AH
145

Nahu Thaqafa Islamiyya Asila

نحو ثقافة إسلامية أصيلة

Maison d'édition

دار النفائس للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الرابعة

Année de publication

١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م

Lieu d'édition

عمان - الأردن

Genres

وقد عَرَف خُلُقَه أصحابُه وأعداؤُه على حدّ سواء، وتحدث به الركبان، ولم يجد الخصوم في خلقه مطعنا. وقد وصف لنا الصحابي الجليل أنس بن مالك رسول الله ﷺ، وكان عالما به حق العلم، فهو خادمه الذي لازمه عشر سنين، قال: "كان رسول الله ﷺ أحسن الناس وكان أجود الناس، وكان أشجع الناس" (١). وانظر إلى هذه الصورة الرائعة التي ينقلها أنس عن خلق الرسول ﷺ: "خدمت رسول الله ﷺ عشر سنين، والله ما قال لي أفًّا قط، ولا قال لي لشيء: لم فعلت كذا، وهلا فعلت كذا" (٢). وكما أثنى الله على الأخلاق الفاضلة وأهلها، حذر من الأخلاق الذميمة وأهلها، ففي محكم التنزيل ﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (١٠) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (١١) مَنَّاعٍ لِلْخَيرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (١٣)﴾ [القلم: ١٠ - ١٣]. ومما وصى به لقمان ابنه: ﴿وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ [لقمان: ١٨]. المبحث الثاني المجاهدة في إصلاح الأخلاق وتقويمها ذهب بعض الباحثين والفلاسفة إلى أن الأخلاق غرائز في النفس الإنسانية لا تقبل تقويمًا ولا تعديلا، وقد استغل هذه المقالة من ثقلت عليهم مجاهدة نفوسهم،

(١) رواه مسلم: شرح النووي على مسلم: ١٥/ ٤٨. (٢) رواه مسلم: شرح النووي على مسلم: ١٥/ ٥١.

1 / 161