وفي حسم قالت وهيبة: وأكون أنا أيضا مت، لست أما لقواد.
وقال فؤاد: أسمعت؟
وأطرق وهو يقول: نعم. - ففيم انتظارك، اخرج، وإذا مت قبل أن تعود إلى الطريق الذي سرنا جميعا فيه، والذي يسير فيه خلق الله الأشراف، فستجد أنني لم أترك لك مليما واحدا من مالي.
وأكملت وهيبة: ولا مالي أنا أيضا.
وصاح فؤاد في لهجة حاسمة قاطعة: امش لا تدخل هذا البيت ولا تجلس فيه لحظة واحدة!
وقام فكري وخرج. •••
بعد أيام ثلاثة كان سويلم ومجدي يجلسان إلى فؤاد ووهيبة في بيتهما.
وقال فؤاد: أنا كتبت نصيب فكري باسمك يا مجدي.
ووقف مجدي صائحا: ماذا؟
وقال فؤاد في هدوء: اقعد واسمع، إذا حدث لي شيء وظل فكري على ما هو عليه يظل المال باسمك، ولا تعطه منه مليما واحدا ، وإذا عرفت وتأكدت أنه رجع عن المصيبة التي هو فيها، لك أن تعطيه المال والريع، والغالب أنه لن يرجع، والغالب أيضا أنه سيقبض عليه، في هذه الحالة إذا كان عنده أولاد من العاهرة التي تزوجها، تنفق على الأولاد من المال، وتحاول أن تشترط على هذه العاهرة أنك لن تعطيهم شيئا إلا إذا دخلوا مدرسة داخلية وابتعدوا عنها، فما دمت قد فشلت في ابني، فلعلي أوفق في الجيل الذي يجيء بعده، بعد عشر سنوات من وفاتي، إذا ظل الحال على ما هو عليه، تعيد المال جميعه بيعا وشراء إلى إلهام فهي أحق به.
Page inconnue