وجاءت نوادر وقالت الحاجة: مائة بيضة وبرطمان عسل أبيض وضعي متردين قشدة في صفيحة، وضعي كل هذا في قفة صغيرة وأعطيها لسويلم وهو مروح.
وقالت نوادر: إذن نعمات حامل. مبروك يا سويلم يا خويا، هل كان العيل واقفا على الباب؟ النهاية تقوم بالسلامة إن شاء الله. - ربنا يبقيك يا ستي الحاجة، أفضالك سابقة والله لا أنسى عطفك علي وبرك بي، منذ تركني أبي وأمي كنت أحس في حضرتك بالأمن الذي لا أشعر به في أي مكان آخر.
وبدأ سويلم يعرض البضاعة، وصح ما توقعه إلا أن الحاجة قالت: والله القطعة هذه لا بأس بها آخذها.
وقال سويلم: طول عمرك طيبة وقلبك من ذهب، القطعة هذه لا تنفعك، لا تنفع الست وهيبة ولا تنفع نوادر حتى، إنما أنت أردت أن أنصرف من عندك مجبور الخاطر.
وضحك الجميع وقال سويلم: هذا القماش لا ينفعكم، وأنا جئت به عندكم لأراكم، إنما القماش الصحيح موجود. - أين؟
وقطبت الحاجة وجهها: أتخون صاحب عيشك يا سويلم؟ ليس هذا ما أعرفه فيك. - الله يعلم المقاصد يا ستي الحاجة، تأكدي أنني أنا كما أنا لم أتغير، فهذا القماش هو ما تبقى من اختيار السيدات، ونحن نعرف زبائنه، ولكنني أفكر في الست وهيبة وقعدتها في البلد، لا تجد شيئا تفعله. - لا تترك الكتاب من يدها. - ونعم، ولكن النفس تحب التغيير، قلت أعملها حجة وأستأذن حضرة العمدة، ونذهب إلى محلات مصر وتشترين حضرتك لوازمك والأستاذة وهيبة لوازمها، وزيارة وتجارة.
وأشرق وجه الأم وابنتها. - والله يا ولد فكرة، والحاج مسعود لن يرفض.
ويدخل الحاج مسعود: ما هذا الذي لن أرفضه؟
وحين علم قال: وما له!
وقال سويلم: أحضر سيارة وآتي يوم الاثنين الساعة السابعة صباحا، نكون في مصر التاسعة. - وهو كذلك. •••
Page inconnue