============================================================
قد تشعث تشعثا(1) كبيرا، فلما عمر الحلي داره بجواره رمم تشعيثه، وكان السبب فى اقامة الجمعة فيه (2)، وأقيمت الجمعة فيه بعد امتناع بعض العلماء من ذلك، وذلك فى ثامن عشر(3) ربيع الآخر (4) من هذه السنة.
وهو أول بيت وضع للناس بالقاهرة المحروسة، وكان بناه القائد جوهر لما اختط القاهرة، وفرغ من بناه وأقيمت فيه الجمعة فى شهر رمضان سنة إحدى وستين وثلاثماثة، وكان قد بنى القاهرة فى سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، ثم إن العزيز ابن المعز جدد به أشياء وعمر [به](5) أماكن. ويقال: إن به طلسما(6) لا يسكنه عصفور [27/] ولا يفرخ فيه ولما كان فى سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة سأل الوزير أبو الفرج المسمى بيعقوب بن كلس- الذي عرفت به الوزيرية - وتحدث مع الخليفة(1) فى صلة رزقة لجماعة من الفقهاء، فأطلق لكل منهم كفايته، واشترى لهم دارا إلى جانب الجامع، وإذا كان يوم الجمعة حضروا الجامع وذكروا فيه الدرس(4)، وكان شيخهم أبو يعقوب(4)، وكان فيه (1) فى الأصل: "شعثيا".
(2) علل لذلك النويرى- نهاية الأرب ج 30 ص 135 - قائلا: 8 ... وسبب ذلك أن الأمير عزالدين الحلى خاطب السلطان فى أمره، وتبرع بجملة من ماله فى عمارته، وانتزع أشياء من أوقافه كانت مغصوية فى آيدى جماعة، وشرع فى عمارته، فعمر ما وهى من آركانه وجدرانه وبيضه وبلطه، وأصلح سقوفه وفرشه 2000.
(3) كذا فى الأصل والسلوك للمقريزى ج1 ص556، وأرخ ابن عبد الظاهر. الروض الزاهر ص 277، والعسقلانى. حسن المناقب ص244، والبرزالى. المقتفى ج1 ص152، والنويرى. نهاية الأرب ج 30 ص135 لذلك بالثامن من شهر ربيع الأول.
وراجع: ابن كثير. البداية والنهاية ج17 ص469 - 470.
(4) فى الأصل: "الآخرة.
(5) مزيد لاستقامة المتن (6)فى الأصل: "طلسم".
(7) هو "العزيز بالله ".
(8) فى نهاية الأرب ج 30 ص 136 للنويرى: "دروس فقه ".
(9) هو قاضي الخندق نفسه.
155
Page 155