La Voie de la Vérité et la Révélation de la Sincérité
نهج الحق و كشف الصدق
Genres
وروي أنه اتصل به أن الناس قالوا ما باله لم ينازع أبا بكر وعمر وعثمان كما نازع طلحة والزبير فخرج مرتديا ثم نادى بالصلاة جامعة فلما اجتمع أصحابه قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا معشر الناس بلغني أن قوما قالوا ما باله لم ينازع أبا بكر وعمر وعثمان كما نازع طلحة والزبير وعائشة وإن لي في سبعة من الأنبياء أسوة فأولهم نوح قال الله تعالى أني مغلوب فانتصر فإن قلتم ما كان مغلوبا كذبتم القرآن وإن كان ذلك كذلك فعلي أعذر والثاني إبراهيم خليل الرحمن حيث يقول وأعتزلكم وما تدعون من دون الله نهج الحق ص : 329فإن قلتم إنه اعتزلهم من غير مكروه فقد كفرتم وإن قلتم رأى مكروها منهم فاعتزلهم فالوصي أعذر والثالث ابن خالته لوط إذ قال لقومه لو أن لي بكم قوة فإن قلتم إنه لم يكن بهم قوة فاعتزلهم فالوصي أعذر ويوسف إذ قل رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه فإن قلتم إنه دعي إلى ما يسخط الله عز وجل فاختار السجن فالوصي أعذر وموسى بن عمران إذ يقول ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين فإن قلتم إنه فر منهم خوفا فالوصي أعذر وهارون إذ قال يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين فإن قلتم إنهم استضعفوه وأشرفوا على قتله فالوصي أعذر ومحمد ص لما هرب إلى الغار فإن قلتم إنه هرب من غير خوف أخافوه فقد كذبتم وإن قلتم إنهم أخافوه فلم يسعه إلا الهرب فالوصي أعذر فقال الناس جميعا صدق أمير المؤمنين
Page 183