المكذبين لهم: من سابق سمي له من بعده، أو غابر عرفه من قبله.
على ذلك نسلت(1) القرون، ومضت الدهور، وسلفت الاباء، وخلفت
الابناء.
[مبعث النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)]
إلى أن بعث الله سبحانه محمدا(صلى الله عليه وآله) لانجاز عدته(2) وتمام نبوته، مأخوذا على النبيين ميثاقه، مشهورة سماته(3)، كريما ميلاده. وأهل الارض يومئذ ملل متفرقة، وأهواء منتشرة، وطرائق متشتتة، بين مشبه لله بخلقه، أو ملحد(4)في اسمه، أو مشير إلى غيره، فهداهم به من الضلالة، وأنقذهم بمكانه من الجهالة.
ثم اختار سبحانه لمحمد صلى الله عليه لقاءه، ورضي له ما عنده، فأكرمه عن دارالدنيا، ورغب به عن مقارنة البلوى، فقبضه إليه كريما، وخلف فيكم ما خلفت الانبياء في أممها، إذ لم يتركوهم هملا، بغير طريق واضح، ولاعلم(5) قائم.
Page 35