La Voie de l'Éloquence
نهج البلاغة
Enquêteur
شرح : الشيخ محمد عبده
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
1412 - 1370 ش
Genres
Vos recherches récentes apparaîtront ici
La Voie de l'Éloquence
al-Sharif al-Radi (d. 406 / 1015)نهج البلاغة
Enquêteur
شرح : الشيخ محمد عبده
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
1412 - 1370 ش
Genres
والعبء على ظهره والمرء قد غلقت رهونه بها . فهو يعض يده ندامة على ما أصحر له عند الموت من أمره ، ويزهد فيما كان يرغب فيه أيام عمره. ويتمنى أن الذي كان يغبطه بها ويحسده عليها قد حازها دونه. فلم يزل الموت يبالغ في جسده حتى خالط لسانه سمعه. فصار بين أهله لا ينطق بلسانه، ولا يسمع بسمعه، يردد طرفه بالنظر في وجوههم، يرى حركات ألسنتهم ولا يسمع رجع كلامهم. ثم ازداد الموت التياطا به . فقبض بصره كما قبض سمعه.
وخرجت الروح من جسده، فصار جيفة بين أهله قد أوحشوا من جانبه، وتباعدوا من قربه. لا يسعد باكيا، ولا يجيب داعيا. ثم حملوه إلى مخط في الأرض، وأسلموه فيه إلى عمله، وانقطعوا عن زورته .
حتى إذا بلغ الكتاب أجله، والأمر مقاديره وألحق آخر الخلق بأوله، وجاء من أمر الله ما يريده من تجديد خلقه، أماد السماء وفطرها وأرج الأرض وأرجفها، وقلع جبالها ونسفها. ودك بعضها بعضا من
Page 213