284

* 145 ومن كلام له عليه السلام

قبل موته

أيها الناس ، كل امرىء لاق ما يفر منه فى فراره ، والأجل مساق النفس (1) والهرب منه موافاته. كم أطردت الأيام أبحثها عن مكنون هذا الأمر فأبى الله إلا إخفاءه. هيهات! علم مخزون ، أما وصيتى فالله لا تشركوا به شيئا ، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم فلا تضيعوا سنته. أقيموا هذين العمودين ، وأوقدوا هذين المصباحين ، وخلاكم ذم ما لم تشردوا (2). حمل كل امرىء منكم مجهوده (3)، وخفف عن الجهلة رب رحيم ، ودين قويم ، وإمام عليم.

أنا بالأمس صاحبكم ، وأنا اليوم عبرة لكم ، وغدا مفارقكم ، غفر الله لى ولكم.

إن ثبتت الوطأة فى هذه المزلة فذاك ، وإن تدحض القدم (4) فإنا كنا فى

Page 45