الثائر فى دمائنا كالحاكم فى حق نفسه (1)، وهو الله الذى لا يعجزه من طلب ولا يفوته من هرب. فأقسم بالله يا بنى أمية عما قليل لتعرفنها فى أيدى غيركم وفى دار عدوكم. الا وإن أبصر الأبصار ما نفذ فى الخير طرفه ، ألا إن أسمع الأسماع ما وعى التذكير وقبله. أيها الناس ، استصبحوا من شعلة مصباح واعظ متعظ ، وامتاحوا من صفو عين قد روقت من الكدر (2) عباد الله ، لا تركنوا إلى جهالتكم ، ولا تنقادوا إلى أهوائكم ، فإن النازل بهذا المنزل (3) نازل بشفا جرف هار ، ينقل الردى على ظهره من موضع إلى موضع (4) لرأى يحدثه بعد رأى ، يريد أن يلصق ما لا يلتصق ، ويقرب ما لا يتقارب ، فالله الله أن تشكوا إلى من لا يشكى شجوكم (5).
Page 201