Le regard sur l'Ighrid en soutien de la poésie

Ibn Fadl Muzaffar Ciraqi d. 656 AH
28

Le regard sur l'Ighrid en soutien de la poésie

نضرة الاغريض في نصرة القريض

قال الأصمعي: هذا حسنٌ كلّه وغيرُه أحسن منه، وقد شرِكَهُ في هذه المعاني جماعة من الشعراء. وبعدُ فطرَفَة صاحبُ واحدة، لا يُقْطَع بقوله على البُحور، وإنما يُعَدّ مع أصحاب الواحدة. قال: ومَنْ أصحاب الواحدة؟ قال: الحارث بن حِلِّزة، والأسْعَرُ الجُعَفي، والأفْوَهُ الأوديّ، وعلقمَةُ الفحْل، وسُويد بن أبي كاهِل، وعمرو بن كلثوم، وعمرو بن مَعْديكرِب. قال الأصمعي: فاسْتخَفّتِ الرشيدَ الأريحيّة فقال: ادْنُ، فإنّك جَحيشُ وحدَك، قال: فزاد في عيني نُبْلًا. فقال جعفر متمثِّلًا: لبِّثْ قليلًا يلحَقِ الهَيْجا حمَلْ. يعرِّضُ بأنه يجوز أن يلحَقَ هو ما يحاوله. فقال الرشيد: فاتَتْك واللهِ السوابِقُ في المَدى ... وجئْتَ سُكَيتًا ذا زوائد أرْبَعا قال: ورأيت الحميّةَ في وجهه. فقال جعفر: على شَريطةِ حِلمِك يا أمير المؤمنين، فقال: أتراه يسع غيرَك ويضيقُ عنْك!؟ فقال جعفر: لستُ أنصّ على شاعر واحد أنه أحسن الناس تشبيهًا في بيت واحد، ولكنّ قول امرئ القيس من أحسن التشبيه حيث يقول: كأنّ غُلامي إذْ عَلا حالَ مَتْنِه ... على ظَهْر بازٍ في السّماءِ محلِّقِ وقال عَديُّ بن الرِّقاع: يتعاوَرانِ من الغُبار مُلاءَةً ... غبْراءَ مُحْكَمَةً هما نَسَجاها تُطوى إذا علَوا مكانًا ناشِزًا ... وإذا السنابكُ أسْهَلَتْ نَشَراها وقول النابغة: فإنّك شمسٌ والملوكُ كواكِبٌ ... إذا طلَعَتْ لم يَبْد منهنّ كوْكَبُ من هذا المعنى أخذ نُصَيْبٌ قولَه: هو البدرُ والناسُ الكواكبُ حولَهُ ... وهل تُشبِهُ البدرَ المُضيءَ الكواكبُ قال الأصمعي: هذا كلّه ناصعٌ بارع وغيرُه أبرع منه، وإنما يحتاج أن يقع التعيين على ما اخترعه قائلُه فلمْ يتعرّض له، أو تعرّض له شاعرٌ فوقَع دونه. فأما قول امرئ القيس: على ظهر بازٍ في السماء محلقِ، فمن قول أبي داؤد: إذا شاءَ راكبُه ضمَّهُ ... كما ضمّ بازٌ إليه الجَناحا وأما قول عديّ: يتعاوران من الغبار مُلاءة، فمن قول الخنساء: جارَى أباهُ فأقْبَلا وهُما ... يتعاوَران مُلاءَةَ الحُضْرِ وأول من نطق بهذا المعنى شاعرٌ جاهلي من بني عُقيل، قال من أبيات: قِفارٌ مَرَوْرات يَحارُ بها القَطا ... ويُضحي بها الجأبانِ يعتَركانِ يُثيرانِ من نسجِ العَجاج عليهما ... قَميصَيْنِ أسْمالًا ويرتديانِ وأما قول النابغة: فإنّك شمسٌ البيت، فقد تقدّمه فيه شاعر قديم من شعراء كِندة يمدحُ عمرو بن هند وهو أحقّ به من النابغة إذ كان أبا عُذْرَتِه: تكادُ تميدُ الأرضُ بالناس أن رأَوْا ... لعمرو بنِ هِنْدٍ غضبةً وهو عاتبُ هو الشمسُ فاقَتْ يومَ سعْدٍ فأفضلَتْ ... على ضوءٍ والملوكُ كواكبُ قال: فكأنني والله ألقَمْتُ جعْفَرًا حجرًا، واهتزّ الرشيد من فوق سريره أشَرًا فكاد يطيرُ عجبًا وطربًا وقال: يا أصمعيّ اسمَعْ ما وقع اختياري عليه الآن. فقلت: ليَقُلْ أمير المؤمنين، أحسنَ الله توفيقَه. قال: قد عيّنْتُ على ثلاثة أشعارٍ أُقسم بالله إني أملِكُ قصَبَ السَّبْقِ بأحدِها؛ فهل تعرفُ يا أصمعيُّ تشبيهًا أفخم وأعظم في أحقر مشبَّهٍ وأصغرِه في أحسن مَعْرِضٍ من قول عنترة: وخَلا الذُّبابُ بها فليس ببارِحٍ ... غَرِدًا كفعلِ الشّاربِ المترَنِّم غرِدًا يسِنُّ ذِراعَهُ بذراعِهِ ... قَدْحَ المُكبِّ على الزِّنادِ الأجذَمِ ثم قال: يا أصمعيّ، هذا من التشبيهات العُقم، فقلت: هو كذلك يا أمير المؤمنين، وبمجدِك آليتُ ما سمعتُ أحدًا وصف في شعرٍ شيئًا أحسن من هذه الصفة، ولا استطاع بلوغ هذه الغاية. قال: مهْلًا لا تعجَلْ، أتعرِفُ أحسنَ من قولِ الحُطيئة في وصف لُغام ناقتِه أو تعلم أحدًا قبلَه أو بعده شبّه تشبيهَهُ حيث يقول: ترى بين لَحْيَيْها إذا ما تبغّمَتْ ... لُغامًا كبيتِ العنكبوتِ المُمَدَّدِ قال: فقلت: ما علِمْتُ أحدًا تقدّمه أو أشار الى هذا المعنى بعدَه، قال: أفتعرفُ أبرعَ وأوقَع من تشبيهِ الشَّماخ لنعامةٍ سقط ريشُها وبقي أثرُهُ في قوله:

1 / 28