١٦ - وفاة المؤلف، وتشييع جنازته، ومدفنه:
سبيلُ الموت غاية كل حَيٍّ ... ودَاعِيَهُ لأهل الأرض داعي
وبعد تلك الحياة الحافلة بالتعلم والتعليم والوعظ والتوجيه، وتخريج علماء أجلة في علوم السنة وغيرها، والتأليف نظمًا ونثرًا في علوم الحديث والسيرة النبوية والأدب المنظوم والمنثور، جاءت المؤلف نهاية أجله المحتوم، فتوفي -رحمه الله تعالى- فجاة، وقد أرخ وفاته الصفدي وغيره في يوم السبت ١١ شعبان سنة ٧٣٤ هـ (١).
وذكر الإسنوي أن وفاة المؤلف كانت بمنزله بمدرسة الحديث الظاهرية (٢).
وحكى ابن ناصر الدين لحظة وفاته فقال: دخل عليه واحد من الإخوان يوم السبت ١١ شعبان، فقام لدخوله، ثم سقط من قامته، فلقف ثلاث لقفات، ومات من ساعته (٣) قال ابن كثير: وصُلِّيَ عليه من الغَد (٤) وقال الصفدي: وكانت جنازته حافلة إلى الغاية، شيعها القضاة، والأمراء، والجُند، والفقهاء، والعوام، وتأسف الناس عليه (٥)، وقال الحافظ ابن حجر: قيل: إن الناصر (يعني محمد بن قلاوون) رأى جنازته حافلة، فسأل الجلال القزويني -وهو رئيس قضاة الشافعية- في صبيحة ذلك اليوم فذكر له مقداره (٦) وذكر
_________
(١) الوافي بالوفيات ١/ ٣٠٠ وفوات الوفيات ٣/ ٢٩٢، وطبقات الشافعية لابن السبكي ٩/ ٢٧٠. وللإسنوي ٢/ ٥١١، ولابن قاضي شهبة ٢/ ٣٩٢، والبداية والنهاية ١٤/ ١٤٧.
(٢) طبقات الشافعية للإسنوي ٢/ ٥١١.
(٣) شذرات الذهب ٦/ ١٠٩.
(٤) البداية والنهاية ١٤/ ١٤٧.
(٥) الوافي ١/ ٣٠٠.
(٦) الدرر الكامنة ٤/ ٣٣٥.
1 / 60