والموضع الثاني ترجمة إسماعيل بن إبراهيم المعروف بابن قريش، وقال ابن فهد في ترجمته: وصفه الحافظ ابن سيد الناس في أجوبته لابن أيبك لما سأله عن أحفظ من لقي: فقال: ..... وساق كلامه في ثمانية أسطر (١).
ومن تلك النقول في المواضع الخمسة يظهر لنا موضوع الكتاب، وأنه جمع فيه تراجم لعدد من شيوخه الذين لقيهم وأخذ عنهم، ورأى أنهم أحفظ وأمهر في علم الحديث من غيرهم من شيوخه، ومن خلال ما حفظه لنا ابن فهد من نصوص تلك التراجم يبدو لنا جمال أسلوب المؤلف والتزامه فيه السجع المقبول، خاصة في عصره، كما يبدو لنا رأيه فيمن يستحق لقب (الحافظ) وأنه الجامع بين الرواية للحديث ودرايته لعلومه (٢).
هذا ويبدو لي أن تاج الدين السبكي أيضًا قد وقف على هذا الكتاب، حيث نقل في ترجمة ابن دقيق العيد كلامًا في شأنه وبيان مكانته العلمية عن ابن سيد الناس، ولم يصرح بمصدره، ولكن أسلوبه، وموضوعه يدل على أنه من كتاب الأجوبة هذا، وإن لم يصرح ابن السبكي بذلك (٣).
١٠ - تصنيف في علم العروض، وقد ذكره الصفدي كما قدمت حيث قال: إن شيخه قال له: لم يكن لي في العروض شيخ، ونظرت فيه جمعة، فوضعت فيه مصنفًا، قال الصفدي: وقد رأيت هذا المصنف (٤).
١١ - قصائد شعرية في أغراض مختلفة من المدح والوصف والأخلاق الفاضلة، وقد ذكر الصفدي منها في ترجمته عدة مقطوعات كما قدمت (٥) وزاد ابن شاكر عليها عدة مقطوعات (٦) وكذا زاد عليها الحافظ ابن حجر (٧).
_________
(١) المصدر السابق ٨٣، ٨٤.
(٢) انظر المواضع الثلاثة الأخرى في ص ٨٦ - ٨٨، ٩٠، ٩٥.
(٣) انظر طبقات الشافعية لابن السبكي ٩/ ٢٠٧ وما بعدها.
(٤) الوافي بالوفيات ١/ ٢٩١.
(٥) انظر الوافي ١/ ٢٩٣ - ٣٠٧.
(٦) انظر فوات الوفيات ٣/ ٢٨٨ - ٢٩٢.
(٧) الدرر الكامنة ٤/ ٣٣٤ وما بعدها.
1 / 58