الصحابة" وقال: سمعته من لفظه وكتاب (بشرى اللبيب بذكرى الحبيب) وقال: قرأته عليه بلفظي (١) وذكر أيضًا في آخر ترجمته لشيخه سبع قطع من شعره، وقال إنه سمعها من لفظه (٢) وذكر أيضًا قطعتين أخريين مما أجاز به ونقله من خطه (٣)، كما ذكر إشارته على شيخه بتسمية شرح الترمذي كم سيأتي.
وقد أشار الصفدي أيضًا إلى أنه بعد سفره من مصر إلى الشام، استمرت صلته بشيخه إلى سنة وفاته، فقال: وكانت بيني وبينه مكاتبات كثيرة، نظمًا ونثرًا، يضيق عنها هذا المكان؛ ولكن أُورِد منها شيئًا، وهو ما كتبه إليَّ وأنا بصفد سنة ٧٣٤ هـ -وهي سنة وفاة الشيخ- وساق قصيدة في ١١ بيتًا، ثم قال: فكتبت إليه الجواب ... وساق قصيدة على نفس وزن قصيدة الشيخ، وتبلغ ثلاثين بيتًا، ثم قال: فكتب إليّ الجواب ... وذكر جواب الشيخ نظمًا ونثرًا، ثم قال: فكتبت الجواب إليه ﵀ وساق جوابه جامعًا بين النظم والنثر أيضًا في أَزيد من ثلاث صفحات، وقال في نهايتها مخاطبًا شيخه:
إن نَعِش نلتقي وإلا فما ... أشغل من مات عن جميع الأنام (٤)
وعقب الصفدي على هذا بقوله: قلت: لم نلتقِ، وحالت منيته بينه وبين الجواب (٥) ثم قال الصفدي: ولما بَلَغتني وفاته، قلت أَرثيه: ... وذكر قصيدة هائية في ٤١ بيتًا، كما سيأتي بعضها في رثاء المؤلف.
ثم ذكر الصفدي أيضًا بعض أبيات كاتب بها شيخه بعد وصوله دمشق قادمًا من القاهرة، ثم ذكر مراسلة أخرى طلب فيها من الشيخ إجازته بجميع مروياته التي تحملها بمختلف طرق التحمل من أنواع العلوم، وما حمله من تفسيرٍ لكتاب الله تعالى، أَو سنة عن رسول الله ﷺ أو أثر عن الصحابة والتابعين
_________
(١) الوافي بالوفيات ١/ ٢٩٢، ٢٩٣.
(٢) الوافي بالوفيات ١/ ٣٠٢ - ٣٠٥.
(٣) الوافي ١/ ٣٠٣، ٣٠٤.
(٤) انظر في الرسائل المتبادلة إلى هنا: الوافي ١/ ٢٩٣ - ٣٠٠
(٥) الوافي ١/ ٣٠٠.
1 / 52