فهذه الرواية تفيد أن كلًا من: محمد بن حسن بن علي الفرسيسي، وهو مصري والمسندة رقية ابنة علي بن مزروع، وهي مدنية، قد تحملا عن ابن سيد الناس بعض مرويات أو مؤلفات المَحامِلي. ثم أديا ما تحملاه إلى تلاميذهما، ومنهم ابن فهد، فالمسندة رقية شافهته، والفرسيسي كاتبه، وذكر ابن فهد أيضًا مكاتبة الفرسيسي له بمرويات أخرى عن شيخه ابن سيد الناس (١) كما جاء في معجم شيوخه سماع عدد من العلماء في مرحلة الطلب، السيرة النبوية الكبرى لابن سيد الناس، من تلميذه الفرسيسي هذا في مجالس له متعددة (٢) وجاء في نسخة السيرة المطبوعة إثبات سماع الفرسيسي لها من المؤلف (٣) وذكر ابن فهد أيضًا عددًا آخر من تلاميذ ابن سيد الناس أَسمعوا كتابه هذا في السيرة لطلابهم (٤) وهو المسمى (بعيون الأثر في فنون المغازي والسيَر) كما سيأتي ذكره في مؤلفاته.
كما ذكر ابن قاضي شهبة أيضًا مِمَّن تخرج في علم الحديث على ابن سيد الناس، تقي الدين محمد بن رافع بن هَجْرَس السُّلَامي، الحافظ المتقن المعمّر الرحلة، المصري ثم الدمشقي المتوفى سنة ٧٥٤ هـ (٥) وذكر ابن فهد أيضًا أن الحافظ مغلطاي بن قليج بن عبد الله الحنفي، قد تخرج في الحديث على ابن سيد الناس (٦).
(ب) نموذجان من تلاميذه:
وليس من مقصود هذا التعريف بابن سيد الناس استيعاب تلاميذه؛ ولذا
_________
(١) الذيل لابن فهد ٩٣.
(٢) انظر معجم الشيوخ لابن فهد / ٦٢، ٨٥، ١٤٧، ٢١٠، ٢٣٧، ٢٥٩، ٢٩٩، ٣٤٧، ٣٦٨، ٣٨٨.
(٣) عيون الأثر ٢/ ٢٤٨، ٢٤٩.
(٤) انظر معجم الشيوخ لابن فهد / ٨٦، ١٣٧، ١٤٥، ٢١٣، ٢٨٣، ٣٠٢.
(٥) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٣/ ١٦٦.
(٦) ذيل ابن فهد على تذكرة الحفاظ / ١٣٣ - ١٣٨.
1 / 49