موطنه الأصلي بإشبيلية، حيث أشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر فقال في ترجمة المؤلف: وكان ابن عمه خَيِّرًا، قائدًا، حاجبًا بإشبيلية (١)، وقد كان المؤلف على صلة بباقي أسرته هناك، رغم استقراره بمصر، فقد كتب قصيدة طويلة في مدح ابن عمه المذكور، وأرسلها إليه (٢).
وأما العِلْم، فقد اشتهر من أسرته جماعة من العلماء بالأندلس ومصر وإفريقيا (٣)، وخير دليل على ذلك سياق نسب المؤلف في تراجمه، إذ يقول التاج ابن السبكي عنه: الحافظ الأديب ... بن الفقيه أبي عمرو بن الحافظ أبي بكر (٤).
وقد كان لهذه البيئة العلمية أثرها في نشاة المؤلف نشأة علمية حديثية مبكرة، وكان والده أحد شيوخه في علم الحديث (٥) وروى عنه عدة كتب بسنده عن شيوخه (٦).
كما ذكرت مصادر ترجمته أنه كان له، أو لوالده مكتبة تحوي أمهات كتب السنة (٧). وتسلسلت بعض رواياته عن أبيه عن جده (٨) ونقل في كتابه عيون الأثر عن بعض تعاليق جده عن شيوخه (٩).
ولم تقتصر عناية والده به على جهده هو، بل إنه أحضره في سنة مولده
_________
(١) الدرر الكامنة ٤/ ٣٣٠.
(٢) المصدر السابق / ٣٣٤.
(٣) الحديث بإفريقية من القرن السادس الهجري إلى القرن الثامن/ رسالة ماجستير في السنة وعلومها، إعداد الشيخ ضو سالم مسكين التونسي، بكلية أصول الدين بالرياض سنة ١٤٠٦ هـ شاركْتُ في مناقشته فيها.
(٤) طبقات الشافعية لابن السبكي ٩/ ٢٦٨.
(٥) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٢/ ٣٩٠.
(٦) عيون الأثر للمؤلف ٢/ ٣٤٧.
(٧) الدرر الكامنة ٤/ ٣٣٠، وفوات الوفيات ٣/ ٢٨٨ والوافي بالوفيات ١/ ٢٩٢.
(٨) الوافي بالوفيات ١/ ٣١١.
(٩) عيون الأثر للمؤلف ٢/ ٣٤٧.
1 / 19