وصنف التصانيف المفيدة خصوصا في علم العقيدة وأكبرها كتاب: الإحتراس "من" نار (1) النبراس في مجلدين ضخمين، وله رد على: المرجومي وهو ضرير كان بالمخا أيام ولاية الحريبي؛ وألف في تحليل السماع رسالة، فرد عليه العبدي بكتاب بناه على التشجيع، وكان يختم كل فصل منه بأبيات من شعره، فدبر عليه المرجومي بواسطة الحريبي بأن جعل فتوى أرسلها إلى صاحب المواهب وحاصلها السؤال عن رأي الإمام في نكاح الربيبة وزعم أن العبدي أباح ذلك وأفتى به وهو كذب عليه فانشأ الإمام رسالة أبان فيها دلالة التحريم، وكان ذلك أحد أسباب الغضب عليه كما قيل.
[نماذج من شعره]
وشعره جيد وكثير ما يحرص على النكات البديعة فيه ويجيد في سبك الألفاظ.
أنشدنا المولى العلامة عبد القادر بن أحمد قال أنشدنا المولى العلامة محمد بن إسحاق بن المهدي، قال : أنشدنا القاضي إسحاق العبدي لنفسه.
أمر بربعها فأطوف سبعا
فسموني بعبد الدار جهلا ... وألثم ركنها من بعد لمس
وما علموا بأني عبد شمس
وكان صاحب الترجمة في أول أمره في شظف من العيش، واتفقت له محنة رحل منها إلى (مكة) ثم رجع اليمن وقصد (الخضرا) فحظي عند صاحب المواهب أثم حظوة. وكتب له واستوزره وكان في طبعه حده؛ ثم جرت بينهما منافرة رحل منها إلى (الهند) فحظي عند ملكها ونالته دنيا عريضة طويلة، ووافقه على خزائن جليلة في كتب العلوم، فألف (الإحتراس) هنالك. ثم رجع اليمن موفور المال والعرض.
[الأعمال الموكلة إليه]
وتولى القضاء ب(أبي عريش) من أعمال (تهامة) وتوفي هنالك في سنة خمس عشرة ومائة وألف. فمن شعره قوله[194-أ]:
قف بالرسوم العافيات العادفات نادبا
وناد وصل الغانيات نادما
فلا تلام إن وقفت شاكيا
معاهدا عهدتها ملاعبا
أذيل دمعي إن رأيت دارسا
ما زلت في شرع الغرام قاضيا
ولم تكن عزمي عزائمي نوائيا
فما لمخضوب البنان معرضا
ويا أميرا في الجمال هل ترى
إياك أعني يا بثين إنما
Page 289