المنزل عليه (ومن رحمته لكم الليل والنهار)، وعلى آله وصحبه الذين طلعوا في سماء العلا شموسا وبدورا، فازدان بهم الوجود حسنا وجمالا وازداد بهجةً ونورًا.
وبعد - فيا أيها الملوان، أما علمتما أنكما أخوان، قد أبرز كما الحق مثالا لعالم الغيب والشهادة وضربكما مثلا معلنا بوجوب الإقرار له بالشهادة، فلا ينبغي لأحد أن يتجاوز حده ومداه، فان لكل مقاما معلوما عند ربه لا يتعداه، على أنكما في المجد والشرف (رضيعًا لبان)، وفي مضمار العز والفخر (فرسارهان)، وأما كونكما ابني ضرتين ظلمة وضياء، فن الدهر يجمع بينكما في الانتساب إليه والانتماء، فليشدّ كلّ منكما عضُدَه بأخيه، وليحذر من تفريطه في حقوقه وتراخيه، وعليكما باطراح رداء الافتخار، فإن العبد لا يسود إلا بالافتقار، بارك الله فيكما وبلغكما المرام، ما سطعت شمس الأكوان ولاح بدر التمام) ولما أصلح ما بين الليل والنهار، بهر الألبان بعوارف معارفه أي انبهار، فلله فوائد كفرائد اللؤلؤ في السلك، أو كؤوس من رحيق مختوم (ختامه مسك)
1 / 146