Nadhra Al-Na'eem fi Makarem Akhlaq Al-Rasool Al-Kareem

Groupe d'Auteurs d. Unknown
68

Nadhra Al-Na'eem fi Makarem Akhlaq Al-Rasool Al-Kareem

نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم

Maison d'édition

دار الوسيلة للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الرابعة

Lieu d'édition

جدة

Genres

الحياة والنفس الإنسانية بقلم: عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن ملّوح مؤسس ومدير عام دار الوسيلة للنشر والتوزيع تمهيد: الحمد لله الذي خلق فسوى وقدّر فهدى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.. وبعد: فقد اشتملت هذه الموسوعة على مكارم أخلاق الرسول ﷺ التي تشكل فيما بينها (منظومة أخلاق متكاملة) تصلح بها أمور الإنسان في الدنيا والآخرة، ولما كان الأخذ بمعالي الأخلاق ومكارمها يستلزم- ضرورة- التخلي عن مذمومها من حيث كونهما ضدان لا يجتمعان، كان لا بد من الحرص على إبراز هذه الأخلاق المذمومة التي نهى عنها الشارع الحكيم، وبذلك تتوفر لقارىء هذه الموسوعة قاعدة علمية شاملة تضم الأمرين جميعا: المأمور به والمنهي عنه في القرآن والسنة، وهنا يتحقق شرط الإلزام الخلقي الأساسي، ألا وهو المعرفة النافية للجهالة «١» . وبهذه المعرفة تتحدد المعايير الضرورية التي تضبط حركة السلوك الإنساني في هذه الحياة، بيد أن هذه المعرفة وحدها غير كافية، إذ ينبغي على المؤمن أن يربط القول بالعمل، والمعرفة بالسلوك، بحيث لا يكون القول مجرد كلام لا جدوى منه، وتكون المعرفة مجرد إطار نظري لا فائدة منها، ذلك أن اقتران القول بالعمل والمعرفة بالممارسة قاعدة إسلامية أقرها القرآن الكريم في قول الله سبحانه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ «٢» . وقد كانت حياة الرسول ﷺ تجسيدا عمليا لكل ما كان يدعو الناس إليه من مكارم الأخلاق وحميد الصفات فكان ﷺ مثالا يحتذى في عدله ورحمته وبره، وكانت بعثته ﷺ في جوهرها لإتمام هذا الجانب التطبيقي المتمثل في تتميم مكارم الأخلاق، قولا وفعلا، دعوة وممارسة، يقول ﵊: «إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق» «٣» . و«إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» . وربط ﵊ بين كمال الإيمان وحسن الخلق، فقال: «إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا» «٤» . ونبه ﵊ على أهمية سلوك الخير وفعله فقال: «ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن» «٥» . تكليف الإنسان وابتلاؤه: لقد كرم الله الإنسان، فخلقه بيديه، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وفضله على كثير ممن خلق، وأعطاه نعمة العقل، وزوده بنور الفطرة، وجعل خلقته قابلة للتكليف، إن فعل الخير أثيب، وإن فعل الشر

(١) انظر شروط الإلزام الخلقي وخاصة ما يتعلق بالمعرفة في «النظرية الخلقية عند ابن تيمية» ص ١٣٦ وانظر أيضا ص ١٠٠ وما بعدها من هذه الموسوعة. (٢) الصف/ ٢- ٣. (٣) انظر صفة حسن الخلق، حديث رقم (٨) . (٤) انظر صفة حسن الخلق، حديث رقم (٣) . (٥) انظر صفة حسن الخلق، حديث رقم (١٥) .

المقدمة / 67