إصرار أو ظلم للمؤمنين» (1).
فكيف والإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) أول ولي في الأرض وإمام، وباب مدينة العلم باتفاق الأنام، وقاصم أعدائه في المجامع والمواقف، ومحقق نسبه ونيابته الموافق والمخالف، مما علم دليله واتضح سبيله. وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ناصرا، ولشريعته مجيبا، ولدعوته ملبيا، وحبيبه، ونجيه، وداعيه، ومجيبه، وخصيصه، وصفيه، ووفيه، ومختاره للأخاء يوم مؤاخاته بين الأنداد، والأمثال، والأضراب، والأشكال؛ فلذلك اختاره لنفسه العلية، لما كان غصنا من شجرته الطاهرة الزكية؛ ولهذا حكم بأنه مولاه، لما لم يجد سويا سواه، وعدم عديلا له ممن عداه، اختاره كفؤا لابنته لما لم يجد لها كفؤا سواه، وخصه بذلك واصطفاه، وكفى بهذا شرفا لا يدرك منتهاه. وقال المجيز:
أسد الإله وسيفه وقناته
كالظفر يوم صياله والناب (2)
جاء فيه يوم بدر عن جبرئيل:
لا سيف إلا ذو الفقار
ولا فتى إلا علي (3)
[في اسمه وكنيته ومولده (عليه السلام)]
وعلي هو الإسم المشهور، وكان يقول:
أنا الذي سمتني أمي حيدره
هزبر آجام وليث قسورة (4)
ومن أسمائه: الأسد. وكان يسمى بمكة بيضة البلد:
Page 54