من يستطيع أن يبسط ساعات عمره أمام عينيه قائلا: «هذه لله، وهذه لي، هذه لنفسي، وهذه لجسدي؟»
فإن جميع ساعات الحياة أجنحة ترفرف في الفضاء منتقلة من ذات إلى ذات.
وإن من ينظر إلى فضيلته نظرته إلى أفضل حلة يلبسها، فالأجدر به أن يسير بين الناس عاريا؛
لأن الريح والشمس لا تمزقان بشرته.
وكل من يقيد سلوكه وتصرفه بقيود الفلسفة والتقليد إنما يحبس طائر نفسه الغريد في قفص من حديد؛
لأن أنشودة الحرية لا يمكن أن تخرج من بين العوارض والقضبان.
وكل من يعتقد أن العبادة نافذة يفتحها ثم يغلقها فهو لم يبلغ بعد هيكل نفسه المفتوحة نوافذه من الفجر إلى الفجر. •••
إن حياتكم اليومية هي هيكلكم وهي ديانتكم.
خذوا السكة والكور والمطرقة والطنبور، وكل ما لديكم من الآلات التي صنعتموها رغبة في قضاء حاجاتكم أو سعيا وراء مسراتكم ولذاتكم؛
لأنكم لا تستطيعون أن ترتفعوا بتأملاتكم فوق أعمالكم، ولا تقدرون أن تنحدروا بتصرفاتكم إلى أدنى من خيباتكم.
Page inconnue