Le prophète Moïse et les derniers jours de Tell el-Amarna (première partie): Encyclopédie historique, géographique, ethnique et religieuse

Sayyid Qimni d. 1443 AH
93

Le prophète Moïse et les derniers jours de Tell el-Amarna (première partie): Encyclopédie historique, géographique, ethnique et religieuse

النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية

Genres

ثم يعقب في الحاشية قائلا:

أوضحت في مذكراتي عن الحدود القديمة للبحر الأحمر، رأي البعض ممن يرجحون أن تكون هيروبوليس هي التي تشير إليها التوراة باسم بيثوم

، والراجح أن المدينة التي أسماها العبرانيون باسم بيتوم، كانت هي تلك التي أطلق عليها الإغريق اسم باتوموس

، وأطلق عليها الرومان اسم توم

Thoum ... وهذه الاعتبارات المختلفة تفسر بطريقة بالغة اليسر، لماذا كانت تلتمس هيروبوليس في روايات الأقدمين على الدوام، في المنطقة التي كان ينتهي إليها الخليج العربي باتجاه مصر.

14

ويسير دي بوا إيميه مع الخارجين، حيث يتجهون شمالا بعد تجاوز رأس الخليج العربي القديم عند بحيرة التمساح، حيث أول محطة ذكرتها التوراة باسم (سكوت)، وسكوت عنده هي من الكلمة العبرية سيخوت، أي المخيمات أو العشش، ومن هناك يعود موسى خشية الحرب مع الفلسطينيين، فيتجه برجاله جنوبا بحذاء الشاطئ الغربي للخليج العربي، حيث يستريحون في محطة إيتام، ويرى أنها حاليا بير السويس، ومن بير السويس يرتدون غربا، حيث كانت تمتد مياه الخليج نحو المنطقة، التي أسمتها التوراة فم الحيروث، ويرى أنها تبعد عن بير السويس غربا بثلاثة فراسخ، وأنها حصن عجرود الحالي بجبل عجرود، ويطابق فونيطيقيا بين فم الحيروث أو بالعبرية «ه حيروث» وبين «ع-جروت» أو «عجرود» ليراهما موضعا واحدا.

ويرسم لنا دي بوا إيميه جغرافية منطقة العجرود بدقة العالم الحصيف، فيرى هناك كتلة رمال جنوب شرقي العجرود، يسعى وراءها فيجدها تتصل بشكل متقطع بخليج السويس، مع وجود خواص عند تلك التقطعات، يشير إلى وجود ماء قديم كثيف، ثم إنها منخفضة عن مستوى الماء بالخليج، وهنا يرى أنها كانت بحيرة تقع في طرف لسان الخليج من شماله الغربي.

ولما كان موسى قد تربى بحكمة المصريين وعلومهم، فلا شك أنه كان يعرف ممكنات العبور من هذه النقطة، سيرا على الأقدام إلى الضفة الأخرى، «وكان المد يأتي فيغطي البحيرة فيصلها بالخليج، ثم ينحسر فتصبح بحيرة منفصلة عن الخليج». ووقت وصول الفرعون وجيشه كان المد يغطي البحيرة؛ مما جعل الجيش المصري ينشد الراحة بعد المطاردة المجهدة، وهو يجد الخارجين أمامه مرتعبين محاصرين وراءهم البحر وأمامهم الجيش، ولم يخطر ببالهم أي خشية لافتلات الخارجين، بينما كان موسى يستفيد من دوامات الرمال والغبار والضباب، ليبدأ التحرك مستغلا أول ساعات الجزر، فيتبعه خائضا برجاله في البحيرة الجافة، وعندما لاحظ المصريون متأخرين، مؤخرة الإسرائيليين وهي تنسحب نحو الشرق، كان المد التالي قد بدأ في العودة، ووسط حماس المطاردة ومسابقة للمد الآتي، دخل المصريون في المد بسرعة، يريدون تجاوز ارتفاعه بالوصول إلى الشاطئ وراء الإسرائيليين، مما قلل من إمكانية بلوغ الشاطئ في الوقت المناسب، وأدى لتراجع الجيش وغرق بعضه وانفلات الخارجين، ويطابق دي بوا إيميه نظريته المتماسكة بقول التوراة: «فدخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسة، والماء سور لهم عن يمينهم وعن يسارهم» (خروج، 14: 22)، «ويراها مجازا تمت صياغته في رواية إعجازية، تعبر عن حالة جغرافية طبيعية، لا علاقة لها بالمعجزات، فقد عبروا عند مخاضة جانبها بحيرة وجانبها الآخر خليج السويس/العربي وقت الجزر، فكانوا يبدون محصورين في مساحة ضيقة، كما لو كانوا بين بحرين أو داخل بحر مفلوق».

لكن علينا أن نلاحظ أن نيبور

Page inconnue