Le prophète Moïse et les derniers jours de Tell el-Amarna (première partie): Encyclopédie historique, géographique, ethnique et religieuse
النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
Genres
16
ولأن أحمد عثمان فيما يبدو، لم يتابع تلك الكشوف، فقد أنكر قصة أولئك الجنود، الذين دخلوا المدينة عبر النفق والقناة، واحتسب أورشليم هي المدينة التي استراح فيها الملك الفاتح داود أو تحتمس الثالث سبعة أشهر، كانت هي مدة حصار ربة كما في قصة داود، أو حصار مجدو كما في قصة تحتمس، وأنها كانت مدينة صديقة للفاتح، فتحت له أبوابها دون قتال ورحبت به؛ لذلك أطلق عليها منذ ذلك الحين اسم مدينة السلام أو أورشليم.
17
هذا رغم أنه كان بإمكان عثمان المتابعة، وافتراض أن قصة دخول المدينة عبر النبع والقناة، قد حدثت بأمر من تحتمس الثالث، وليس داود، خاصة وأن أورشليم لم تكتسب اسمها زمن تحتمس الثالث، كما يذهب عثمان، إنما أبعد من ذلك بكثير، وقد سبقت إشارتنا إلى أن أول ظهور لهذا الاسم، كان في النصوص المصرية حوالي 1800ق.م. «أي قبل زمن تحتمس الثالث بحوالي أربعة قرون كاملة»، ورغم ذلك يصر عثمان ويتابع القول، إن «هذه المدينة التي انفردت بإعلان السلام مع الملك المصري في تلك المعركة، أصبح السلام جزءا من اسمها منذ ذلك التاريخ، فهي صارت معروفة على أنها مدينة السلام أو أورشليم، والمدينة التي يسميها العرب قدس أو بيت المقدس، لم تعرف في أي من المصادر القديمة باسم أورشليم، إلا بعد عصر تحتمس الثالث.»
18
ويرى عثمان أن تحتمس الثالث، لم يذكر في قائمة المدن الكنعانية، التي أخضعها مدينة باسم أورشليم؛ لذلك افترض أنها تلك التي جاءت في نصوصه باسم قادش، الذي هو اسم القدس الحالية، هذا «بينما سنفترض نحن لقادش افتراضا آخر سيأتي في حينه».
وكما قدم عثمان قراءته الجديدة لأهم السجلات المقدسة، حول المؤسس الحقيقي لدولة إسرائيل الموحدة أو كل إسرائيل المعروف باسم داود، وأبان عن ميل شديد من المحرر التوراتي، إلى نسبة الأعمال العظيمة لبني إسرائيل، كما حدث مع تحتمس الثالث وداود، فإنه يعرج على مبالغات المحرر التوراتي بشأن مملكة سليمان الأسطورية، ليكشف لنا أنها لم تكن سوى تسجيل لصدى أيام حكم الفرعون المصري آمنحتب الثالث، هارون رشيد العالم القديم، لكنه يقول لنا هذه المرة، إن هناك مصادر أساسية لتلك المقارنة، ثم لا يذكرها لنا، فهو يؤكد أنه قد «لاحظ كثير من المؤرخين الشبه الشديد بين قصة سليمان كما وردت في سفر الملوك الأول، وتفاصيل حياة آمنحتب الثالث تاسع ملوك الأسرة 18 المصرية، والذي حكم لمدة 39 عاما عند بداية القرن الرابع عشر قبل الميلاد.»
19
وعن هؤلاء المؤرخين الذين «لاحظوا» يأخذ عثمان ثم يحكي، «كان آمنحتب الثالث يسيطر على معظم أرجاء العالم المعروف في زمانه، وعندما توفي والده تحتمس الرابع، كانت الأمور استقرت للملك الصغير، الذي تولى الحكم وهو لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره. وعمد آمنحتب الثالث إلى الزواج من أميرات ممالك الإمبراطورية، وتبادل الهدايا مع الملوك خصوصا الذهب، الذي كانت مصر تحصل عليه بكثرة من مناجم أفريقيا. وفي العام العاشر لحكمه «تزوج آمنحتب، الأميرة جيلوخيبة ابنة شورتانا ملك ميتاني بشمال ما بين النهرين»، وجاءت العروس إلى مصر في موكب كبير، ومعها 317 امرأة من الوصيفات للانضمام إلى حريم الملك.» «... وعاد آمنحتب فتزوج أميرة أخرى من مياني وأميرتين من بابل، وأميرة من سوريا إلى جانب زوجاته المصريات.»
20
Page inconnue