Le prophète Moïse et les derniers jours de Tell el-Amarna (première partie): Encyclopédie historique, géographique, ethnique et religieuse
النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
Genres
من كتاب اليهود المقدس ذاته، يمكن للباحث العثور على الطرق والأدوات والوسائل، التي استخدمها محررو التوراة لتدوين مؤلفاتهم، فنحن مثلا نجد في سفر إرميا (36: 2)، حديثا عن التدوين على أدراج، والدرج هو اللفيفة وجمعها لفائف، وتتم الكتابة عليها من اليمين إلى الشمال، وقد أكد لنا هذا سفر حزقيال (2: 9 و3: 1) وسفر زكريا (5: 1-2) وسفر المزامير (40: 8)، وهي أسفار تشرح طريقة الكتابة، وقد استخدمت للكتابة على الأدراج أداتين: الأولى يذكرها المزمور (45: 2) وهي قلم الإردواز، والثانية هي الأحبار، أي السوائل الملونة ألوانا كثيفة ثابتة، وقد ذكر لنا ذلك كتاب إرميا (36: 18).
وعلى حد ما نعلمه تاريخيا فإن «الأدراج اختراع مصري بحت»، وكانت تصنع من البردي، وإلى جوارها كانت الكتابة على الرق (الجلود)، وقد ظلت تلك المخطوطات على هيئة اللفائف/الأدراج حتى القرن الثالث قبل الميلاد، حيث بدأت تأخذ شكل الكتب مع الاستمرار في العمل بنظام اللفائف، ولم يزل حتى اليوم يعمل بنظام اللفيفة أو الدرج في الأشكال الطقسية، التي تمارس في المعابد اليهودية من باب تحنيط التاريخ، ونجد ذلك مستعملا خاصة مع أسفار التوراة الخمسة مع سفر أستير نظرا لمناسبته الخاصة. (انظر شكل رقم
1-2 .)
شكل 1-2: لفيفة توراتية.
لكن ما يبدو للمدقق في قراءة التوراة، أن هناك أسلوبا في التدوين، قد اتبع قبل القلم والحبر والدرج، هو النقش على الحجر الصلب، لكن أبدا لم نعثر على نموذج توراتي منه حتى الآن، «وهو الأسلوب المعروف في مصر على جدران المعابد وهرم وتيس، وكثير من الألواح الهامة وعلى المسلات»، حيث كان يتم تدوين الحدث المطلوب حفظه على الحجر الصلد بالنقش بالإزميل، وفي التوراة نجد أول شخصية توراتية تكتب باستخدام هذا الأسلوب، هو النبي موسى أو بالأحرى رب موسى حسب الكتاب المقدس، وتم استخدام هذا اللون من الكتابة في كتابة ألواح الشريعة، منقوشة على الحجر في كتابين أو لوحين كبيرين.
وتزعم التوراة أن الله هو من كتبها بنفسه وبإصبعه، ثم سلمها لموسى، وقد وردت قصة كتابة الشريعة متناثرة في التوراة، وقد جمعناها ورتبناها من جديد لتنطق بالآتي:
وقال الرب لموسى: اصعد إلى الجبل وكن هناك، فأعطيك «لوحي الحجارة» والشريعة والوصية التي كتبتها لتعليمهم، ودخل موسى في وسط السحاب وصعد إلى الجبل، وكان موسى في الجبل أربعين نهارا وأربعين ليلة (خروج، 24: 12، 13، 18).
ثم أعطى موسى عند فراغه من الكلام معه في جبل سيناء، «لوحي شريعة مكتوبين بإصبع الله» (خروج، 31: 18).
فانصرف موسى ونزل من الجبل ولوحا الشهادة في يده، «لوحان مكتوبان» على جانبيهما، من هنا وهناك كانا مكتوبين، «واللوحان هما صنعة الله»، والكتابة كتابة الله «منقوشة» على اللوحين ... وكان عندما اقترب إلى المحلة أنه أبصر العجل والرقص، فحمي غضب موسى وطرح اللوحين من يديه وكسرهما في أسفل الجبل (خروج، 32: 15، 16، 19).
ثم قال الرب لموسى: انحت لك «لوحين من حجر» مثل الأولين، وبكر موسى في الصباح وصعد إلى جبل سيناء كما أمره الرب، وأخذ من يديه لوحي الحجر (خروج، 34: 1-4).
Page inconnue