146

Le prophète Moïse et les derniers jours de Tell el-Amarna (première partie): Encyclopédie historique, géographique, ethnique et religieuse

النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية

Genres

وإشارة الكاتب بينبس إلى سمك وز الأحمر، من عند مدينة رعمسيس، إشارة لسمك ليس نيليا على الإطلاق؛ لأن النيل في مصر لا يعرف أي لون للأسماك سوى الرمادي، التي تظهر في نادر أنواعه الخضرة القاتمة والصفرة فيما هو أشد ندرة. وعليه لا بد أن يكون سمك وز المستخرج من مياه مدينة رعمسيس سمكا بحريا، والأكثر التقاء معنا إشارة التقرير، أن «هذا السمك الأحمر البحري لا يعيش في بحر، إنما في قناة» فقدنا اسمها بتلف الوثيقة، ومعنى ذلك أنه يتحدث عن سمك يعيش في القناة القادمة بمياه البحر الأحمر، حتى المسخوطة حيث منطقة التوازن، أما «سيحور» فهي الفرع البيلوزي (قناة الجفار) أو «الشيحور» بالتوراة، الذي وصفته التوراة بأنه «الشيحور الذي هو أمام مصر» (يشوع، 13: 2). وعن ماء حور أو سي حور أو الشيحور، حدثنا النبي الإسرائيلي إرميا، وهو يندد بشعبه الذي يلجأ بسوائمه إلى مياه مصر، يناديه قائلا: «والآن مالك وطريق مصر لشرب مياه شيحور» (إرميا ، 2: 18).

ولا حل سوى أن تكون بحيرة حور، هي التي نعرفها اليوم باسم بحيرة البلاح، أما مستنقعات زوف التي كانت تمد مدينة رعمسيس بالبردي، فيمكن أن تكون هي بحيرة التمساح.

ثم بهذا التصور الذي طرحناه وحده، تنطبق لوحة الكرنك وتتطابق بالكامل مع الموضع الذي حددناه، حيث وضعت مدينة رعمسيس على ماءين: أحدهما مالح بتصوير الأسماك البحرية، والآخر عذب بتصوير بيئة نهرية نيلية.

وفي التوراة يتكرر ذكر مدينة مصرية باسم «نو آمون»، كما في سفر «ناحوم، 3: 8-10»، وتذكر في مواضع أخرى باسم «آمون نو» كما في «إرميا، 46: 25»، وأحيانا تذكر فقط باسم «نو»، كما في «حزقيال، 30». وقد ذهب الباحثون إلى أن المقصود بها طيبة (الأقصر الحالية)، لورود اسم آمون وهو سيد طيبة ورب الدولة، في اسمها المركب «نو آمون».

لكننا نعلم أن أحد الألقاب المتكررة لرعمسيس - الذي منح المدينة اسمه - الذي عادة ما يلازم اسمه هو «رعمسيس ميامون»، ونظن مدينة «نو آمون» هي «ميامون» لاختلاط النوم بالميم، إشارة لمدينة رعمسيس العبقرية كما حددنا موضعها، ويدعمنا في ذلك المواصفات التي قدمتها التوراة لمدينة «نو آمون» أو كما نظن «ميامون»، حيث تطابق المواصفات التوراتية خريطتنا لرعمسيس تطابقا تاما، انظر معي التوراة تقول مخاطبة أورشليم، تصغيرا إزاء مدينة عظيمة أخرى، تقع في مصر اسمها «نو آمون»:

هل أنت «يا أورشليم» أفضل من نو آمون؟ «الجالسة بين الأنهار، حولها المياه حصن ومن البحر سور لها». (ناحوم، 3: 8-9)

ومثل هذا الوصف إطلاقا لا يطابق «طيبة/الأقصر»، فالبحر ليس سورا لها، فهي بعيدة تماما عن أي بحر بالمطلق، وليس هناك أنهار بل نهر واحد هو شريان النيل القادم من أفريقيا، أما تلك الجالسة «بين الأنهار والبحر سور لها والمياه حصون»، فلا شك لدينا أنها مدينة رعمسيس/المسخوطة، حسب نظريتنا أو جغرافيتنا.

الفصل الثالث

إحداثيات مواضع الخروج

(1) فيثوم

Page inconnue