Le prophète Moïse et les derniers jours de Tell el-Amarna (première partie): Encyclopédie historique, géographique, ethnique et religieuse

Sayyid Qimni d. 1443 AH
120

Le prophète Moïse et les derniers jours de Tell el-Amarna (première partie): Encyclopédie historique, géographique, ethnique et religieuse

النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية

Genres

وقد لاحظ «غطاس الخشبة» تلك المشكلة، لكنه تابع الرأي القائل بأن مدينة الاضطهاد رعمسيس، كانت هي صان الحجر مرة، ثم ناقض ذلك وقال إنها كانت الفرما الحالية، لكن ما يشغلنا في أمره، أنه اتفق مع بروجش وغيره، ممن قالوا إن بحر سوف ليس البحر الأحمر، إنما هو بحيرة المنزلة، وما لاحظه الخشبة هو أن خط سير الخروج كما هو بالتوراة، كان يعود بين كل عدة مواقع بالرحلة إلى شاطئ بحر سوف مرة أخرى، ومن هنا قام الباحث بوضع عدد من الخرائط، تبين أن الخروج تم على مراحل، كان يقوم فيها كل مرة بالقفز بالخارجين فجأة، من أقصى جنوب سيناء إلى بحيرة المنزلة مرة أخرى، بحسبانها بحر سوف، كلما مر الخارجون على هذا البحر، دون المرور بأية مواقع، كما لو كانوا قد طاروا ليعودوا إلى المنزلة، في كل مرة يعودون فيها إلى موضع على شاطئ بحر سوف، ودون أية مبررات عقلية أو موضوعية واضحة لهذا الطيران غير المقبول أبدا، ناهيك عن كونه كان يعود بالخارجين في كل دورة إلى قبضة الجيش المصري مرة إثر أخرى دون مبررات.

ومن الجدير بالذكر أنه رغم أن الباحث الخشبة، قد اعتمد نظرية بروجش في كون بحر سوف هو بحيرة المنزلة، فقد استبعد رأيه في تزمين الخروج، ورفض القول بالخروج زمن مرنبتاح بن رعمسيس الثاني، وأخذ بدلا منه برأي آخر هو رأي (جارستانج)، رغم أنه لم يشر إلى هذا العالم كمصدر لرأيه، ورأي جارستانج هو أن الخروج قد حدث زمن الفرعونة حتشبسوت، والرد السهل والبسيط على ذلك، خاصة أن الخشبة يقر فكرة مطاردة الفرعونة للخارجين وغرقها في خليج الطينة عند المنزلة، هو أن خروج الإسرائيليين سواء من صان الحجر أو من الفرما، كان بأقصى الشمال الشرقي في زمن حتشبسوت، بينما كان مقر حكمها وإقامتها في طيبة بأقصى الجنوب على مبعدة حوالي 1000كم، وهو ما يعني أن الفرعونة قد تحركت فورا للحاق بالخارجين، لتلحق بهم بعد خروجهم من رعمسيس إلى خليج الطينة كالبرق، بينما كانت تحتاج للوصول من العاصمة طيبة حتى خليج الطينة إلى أسبوع على الأقل، بينما التوراة تؤكد لنا أنهم بعد الخروج كانوا داخل سيناء عند إيليم بعد ثلاثة أيام من خروجهم، حيث لحقت بهم جيوش الفرعونة عند فم الحيروث. الأمر هنا شديد الاضطراب ومفكك إلى حد بعيد، ولا يصمد للنقد وإعمال المنطق، لكنا لا ننكر على الرجل جهده لهذا كان محل اهتمامنا.

أما بيير مونتييه فقد أخطأ مرتين: الأولى باحتساب صان الحجر هي رعمسيس التوراتية، والثانية عندما أخذ من التوراة المقدمات حول مواضع سكنى الإسرائيليين بمصر ومواضع الخروج، ثم قرر بعد ذلك مخالفة التوراة تماما في بقية تفاصيل مواضع خط سير الخروج، فأسقطها جميعا ليصل من المنفذ الشرقي لبحيرة البردويل، إلى أقرب موضع بركاني شرقي خليج العقبة.

هذا ناهيك عن أن كل من ذهب ببحر سوف شمالا إلى البحيرات المتصلة بالبحر الأبيض المتوسط، سواء بحيرة المنزلة كما عند بروجش، أو بحيرة البردويل كما عند مونتييه، قد أغفلوا أمرا هاما، هو أن «المحرر التوراتي كان يعلم جيدا، أن هناك فرقا بين بحر سوف وبين البحر المتوسط وبحيراته»؛ لأنه كان دوما يتحدث عن بحر سوف البعيد عن أرض فلسطين، وعن بحر آخر يتكرر ذكره ملاصقا لفلسطين، ويقع غربها تماما، يطلق عليه في أكثر من موضع البحر الكبير، وهو البحر المتوسط الآن.

وقد تم تحديد حدود الأرض الموعودة بفلسطين، في عدة مواضع بالكتاب المقدس، كان حدها الغربي دوما هو البحر الكبير، ولم يخلط المحررون ولا مرة واحدة، بين البحر الكبير (المتوسط) وبين بحر سوف.

رابعا:

إن الاعتماد على الحفائر المصرية وحدها في البحث عن مدينة رعمسيس غالبا ما أدى إلى نتائج مضللة، فكلما عثر أحدهم في الدلتا على آثار باسم رمسيس الثاني وقف ينادي: هنا رعمسيس مدينة الاضطهاد، وهو الأمر الذي من أجله حدث أول إجماع حول صان الحجر بحسبانها رعمسيس، حيث عثر هناك على نقش يقول: «آمون صاحب بر رعمسيس مرى آمون ذو الانتصارات العظيمة.» وقد احتسب ذلك دليلا كافيا على أن صان، كانت هي رعمسيس التوراتية، وذهب هذا المذهب مع الإجماع، رجل في ثقل جاردنر، الذي انتهى إلى أن صان هي التي ذكرتها النصوص باسم حواريس كعاصمة للهكسوس، وأن رعمسيس الثاني جاء بعد زمن، فجددها وأطلق عليها اسمه، ثم حملت بعد ذلك ولمدة طويلة اسم تانيس، وأنها هي التي أطلقت عليها التوراة اسم صوعن، ثم عرفت مؤخرا باسم صان الحجر، وقد وافقه على ذلك مصرولوجست آخر محترم هو يونكر، لكن ما لا يفوتنا هو أن ذلك النص الذي عثر عليه في صان الحجر «آمون صاحب بر رمسيس» و«مرى آمون ذو الانتصارات العظيمة»، قد أصبح الآن غير ذي موضوع، بعد اكتشاف أنه نص متكرر على آثار رمسيس الثاني في أكثر من موضع بمصر،

4

وما يجب الانتباه إليه هنا وجود خطأ آخر شديد الوضوح، هو احتساب مدينة صان الحجر هي تانيس المذكورة في المصادر التاريخية؛ لأن تانيس هذه بدورها اختلف بشأن موضعها أشد الاختلاف، وليس من المقبول علميا إلقاء القول هكذا سهلا: «تنيس هي صان الحجر»، مع إغفال احتمالات أخرى لموقع تنيس، لعل أشهرها ما جمعه محمد رمزي في معجمه الجغرافي للبلدان المصرية، عن تاريخ مدينة تنيس، حتى أمكنه القول:

تنيس

Page inconnue