Le Prophète Ibrahim et l'histoire inconnue
النبي إبراهيم والتاريخ المجهول
Genres
واللغة تنسب بذلك اليمين إلى اليمن؛ لأن أهل اليمين هم أهل الإيمان، والكلمة «إيمان» والكلمة «يمن» من جذر واحد، وكذلك «المؤمنين» مشتقة من الجذر ذاته.
ولا مفر هنا من تذكر أشهر الآلهة المصرية القديمة «آمين» أو «أمون» وكان إله الدولة الرسمي، وظل معبودا بهذا الاسم ما يزيد على ألفي عام، ويعني اسمه في المصرية القديمة «الواحد الخفي»
22
عن الإدراك، ثم نتذكر أن الألف أو الهمزة تقلب ياء في الساميات، فيصبح «آمين» هو «يمين»، ويصبح «آمن» هو «يمن». أما المذهل حقا فهو ما نجده في كتب التراث مصدقا لمذهبنا، فتقول السيرة الحلبية في حديثها عن مأثور قديم، يقول: إن أول من سكن اليمن، من يدعى يعرب بن قحطان، «ويعرب هذا قيل له: أيمن، وسمي اليمن يمنا بنزوله فيه»،
23
وكان من السهل أن تقلب «آمن» أو «آمين» إلى «أيمن»، ولا تختم الصلوات في أي ديانة شرقية حتى اليوم، دون التأمين عليها باسم الواحد الخفي «آمين».
حقيقة إن كل ذلك هو مؤشرات إلى التصور الأوفق لاتجاه العمالقة الجراهمة بني منف، سواء في هجرة، أو في شكل حاميات عسكرية متقدمة، وهو بالطبع لن يكون إلى بلقع الحجاز الأجرد، وهم من اعتادوا الخصب في بلادهم، إضافة للمزية الاستراتيجية لبلاد اليمن، وتحكمها في عنق البحر الأحمر عند المندب، واتصالها الجنوبي بامتداد مصر في أثيوبيا والصومال. ومن هنا نتصور أن تواجدهم كان في المناطق الخصبة، وأخصب بلاد العرب تلك التي خصتها الكتابات الكلاسيكية بوصف «بلاد العرب السعيدة»، وما انتشر فيها من علوم الري وفنونه، والسيطرة على المياه ومجاريها، وهو ما تعبر عنه بصدق وضاء كلمة «يمن» التي تعني الجنوب وتعني بلاد اليمن، وبضم الياء تصبح «يمن»، واليمن لغة هو السعد.
وعند انتهائنا من هذا الجزء من الدراسة، صادفنا ما يصادق على اجتهادنا، في كون الجراهمة هم العمالقة هم المصريون، حيث وجدنا السهيلي يشير إلى عقائد بعض أهل الجاهلية فيقول: «وكان من خرافاتها في الجاهلية، أن جرهما ابن لملك أهبط من السماء لذنب أصابه فغضب عليه من أجله، كما أهبط هاروت وماروت، ثم ألقيت فيه الشهوة، فتزوج امرأة فولدت له جرهما.»
24
والمقصود هنا هو أن «جرهم» من نسل ملاك وإنسية، والعجيب أن ذلك يلتقي تماما مع رواية جاءت في التوراة، تقول: «وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض، وولد لهم بنات، أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسناوات، فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا، كان في الأرض طغاة في تلك الأيام وبعد ذلك أيضا؛ «إذ دخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم أولادا، هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم»» (تكوين 6: 1-4).
Page inconnue