Le Prophète Ibrahim et l'histoire inconnue
النبي إبراهيم والتاريخ المجهول
Genres
صلى الله عليه وسلم
تألف قلوب يهود يثرب مع القوة الإسلامية الطالعة. وعندما فشلت المحاولة، أخذه من الجميع عنوة واقتدارا، وزعم أنه جده البعيد، وجد جميع العرب المسلمين ومؤسس العقيدة الإسلامية.
2
ولعلنا لم نزل بعد نذكر تلك الضجة الكبرى التي ثارت حول ما كتب عميد الأدب العربي «طه حسين»، ويشبه إلى حد بعيد ما ذهب إليه «فلهلم رودلف» حيث يقول: «للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل، وللقرآن أن يحدثنا أيضا، لكن ورود هذين الاسمين في التوراة، لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي، ونحن مضطرون إلى أن نرى «في هذه القصة نوعا من الحيلة، في إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة، وبين الإسلام واليهودية والقرآن والتوراة من جهة أخرى» ...»
3
والآن: هل لم يزل ثمة مدعاة للتساؤل حول جدوى بحثنا هذا؟ ... ولعل التساؤل حول الجدوى، تلحقه اعتبارات تقلل من قيمة البحث ونتائجه، تأسيسا على عدم وجود أية مصادر تاريخية تشير إلى إبراهيم، سواء في مصر أو الرافدين، ومن ثم ستكون أية محاولات هي مجرد تخمينات وافتراضات تنتهي بدعم أولئك أو هؤلاء. حقيقة نحن مضطرون هنا إلى الاعتراف بعدم وجود الأدلة المباشرة، مما سيلجئنا إلى استخدام كل ما يخدم بحثنا من مناهج، والتعامل مع النصوص بأسلوب التحري والمباحثية؛ لتجميع ما يلزم من قرائن، يمكن إذا تجمعت أن تكتسب ثقل الأدلة التي يمكن أن تدلنا على الطريق القويم والنتائج الأقرب إلى الصدق.
وهنا ستجدنا مضطرين إلى اللجوء للتوراة الحالية «ولا مفر» وكتب التراث الإسلامية، إضافة بالطبع إلى القرآن الكريم والحديث الشريف. وإن لجوءنا للتوراة قد يلقى الاعتراض من بعض المهتمين، لكن لذلك أسبابه ووجاهته التي ستتضح في حينه. علما أن التوراة - بعكس القرآن الكريم تماما - فهي كتاب في التاريخ في المقام الأول، وكتاب في الدين في المقام الثاني (مع ملاحظة أن هذا التاريخ قد تمت صياغته وفق أهداف أصحابه وخططهم)، حتى إن التاريخ يشكل - دون مبالغة - أكثر من ثمانين بالمائة من مجموع صفحات العهد القديم المكتظ بالأسفار، وتزيد صفحاته على ألف وثلاثمائة صفحة. أما بالنسبة لكتب الأخبار الإسلامية، فقد لجأت لذات التوراة الموجودة بين الأيدي اليوم، واستقت منها تفاصيل هائلة كما وكيفا، بحيث أصبحت هذه التفاصيل مرجعا إسلاميا للمسلمين، لورودها في أمهات الكتب الإسلامية وتشكل كما هائلا داخل هذه الكتب.
وقد أدرك زعيم طبقة كتاب الأخبار والسير «الحافظ ابن كثير الدمشقي» حساسية الأمر، ومع ذلك اعتمد كثيرا من الأخبار التوراتية، لذلك نجده يبدأ مقدمة مؤلفه الموسوعي «البداية والنهاية» بتقديم مبررات الاعتماد على الإسرائيليات، فيقول: «ولسنا ننقل من الإسرائيليات إلا ما أذن الشارع في نقله، مما لا يخالف كتاب الله وسنة رسوله
صلى الله عليه وسلم
وهو القسم الذي لا يصدق ولا يكذب، مما فيه بسط لمختصر عندنا، أو تسمية لمبهم ورد به شرعنا، مما لا فائدة في تعيينه لنا، فنذكره على سبيل التحلي به، لا على سبيل الاحتياج إليه والاعتماد عليه.»
Page inconnue