Le Muyassar dans l'explication des lampes de la Sunna

Turibishti d. 661 AH
111

Le Muyassar dans l'explication des lampes de la Sunna

الميسر في شرح مصابيح السنة للتوربشتي

Chercheur

د. عبد الحميد هنداوي

Maison d'édition

مكتبة نزار مصطفى الباز

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ هـ

Genres

ومعنى قوله: (محتضرة) أي: تحضرها الشياطين، وترصد بني آدم بالأذى والفساد؛ لأنها مواضع تكشف فيها العورات، وتهجر عن ذكر الله؛ فيتمكنون عنهم في تلك المواضع ما لا تتمكن في غيرها من المواضع. [٢٣٨] ومنه: حديث عائشة- ﵂: (كان النبي ﷺ إذا خرج من الخلاء، قال: غفرانك!). الغفران: مصدر كالمغفرة، والمعنى: أسألك غفرانك، وقد ذكر العلماء في تعقيبه ﷺ الخروج من المتوضأ بهذا الدعاء وجهين: أحدهما: أنه استغفر من الحالة التي اقتضت هجران ذكر الله؛ فإنه كان يذكر الله على سائر أحواله، إلا عند الحاجة. والآخر: أنه وجد القوة البشرية قاصرة عن الوفاء بشكر ما أنعم الله عليه، من تسويغ الطعام والشراب، وتقديره القوى المفطورات [٤٦/أ] لمصلحة البدن، وترتيب الغداء من حين التناول إلى أوان المخرج؛ فلجأ إلى الاستغفار؛ اعترافا بالقصور عن بلوغ حق تلك النعم. [٢٣٩] ومنه: قول أبي هريرة- ﵁: (فأتيته بماء في تور). قال الجوهري: (هو إناء يشرب فيه). وقيل: هو شبه إجانة من صفر، أو حجارة يتوضأ فيه ويؤكل؛ وهذا أشبه لما في حديث أم سليم؛ أنها صنعت حيسا في تور. [٣٤٠] ومنه: حديث الحكم بن سفيان الثقفى- ﵁ (كان النبي ﷺ إذا بال، توضأ، ونضح فرجه). قيل: إنه كان يفعل ذلك؛ قطعا للوسوسة. وقد أجاره الله تعالى عن تسلط الشيطان؛ فلعله كان يفعل ذلك؛ تعليما للأمة، أو يفعل ذلك؛ ليرتد البول، ولا ينزل منه الشيء بعد الشيء. ويحتمل: أن يكون النضح في هذا الحديث- بمعنى الغسل، وسنذكر بيان ذلك في موضعه؛ إن شاء الله.

1 / 138