La Comparaison entre la poésie d'Abu Tammam et d'al-Buhturi

al-Amidi d. 370 AH
172

La Comparaison entre la poésie d'Abu Tammam et d'al-Buhturi

الموازنة بين شعر أبي تمام و البحتري

Maison d'édition

مكتبة الخانجي - الطبعة الأولى

Lieu d'édition

١٩٩٤ م

المعنى هند صاحبة الحسن كله، ودعد ذات الجمال أجمعه، وزيد أخو الهرم، وعبد الله ذو التيه؛ فأقمت المضاف إليه مقام المضاف: كما قال الله ﷿: (وسأل القرية التي كنا فيها) يريد أهل القرية، وإن شئت جعلت هندًا هي الحسن، هي الجمال، على المبالغة، لما كانتا غايتين فيهما، وجعلت زيدًا هو الهرم، وعبد الله هو التيه، لما كانا متناهيين في هذين الوصفين. ولو كان أبو تمام اقتصر على ذكر العوان والبكر - وهما اللفظتان اللتان استعارتهما الشعراء في هذا المعنى، ولم يخلط بهما العنس والكعاب والثيب والأيم - لكان قد سلك الطريق المستقيم، فأتى باللفظ المألوف المستعمل، وتخلص من فاحش الخطأ، وإنما أراد معنى قول الفرزدق: وعند زيادٍ لو تريد عطاءه ... رجالٌ كثيرٌ قد ترى بهم فقرا قعودٌ لدى الأبواب طالب حاجةٍ ... عوان من الحاجات، أو حاجة بكرا أي: منهم طالب حاجةٍ عوان: أي حاجة قد عرفها وصارت عادةً له ورسمًا يتطلبه في كل حين، ومنهم طالب حاجة بكر: أي أول ما يلتمسه منه ويقترحه عنده، فأخب أبو تمام أن يزيد على هذا المعنى ويغرب، فأخرجه ذلك إلى الخطأ. وقد أحسن محمد بن حازم الباهلي في قوله: أبا جعفرٍ يا بن الجحاجحة الغر ... بدت حاجةٌ، والحر يأوى إلى الحر

1 / 174