La Comparaison entre la poésie d'Abu Tammam et d'al-Buhturi

al-Amidi d. 370 AH
154

La Comparaison entre la poésie d'Abu Tammam et d'al-Buhturi

الموازنة بين شعر أبي تمام و البحتري

Maison d'édition

مكتبة الخانجي - الطبعة الأولى

Lieu d'édition

١٩٩٤ م

إذا ارتعثت خاف الجبان رعاثها ... ومن يتعلق حيث علق يفرق فجعل القرط يخاف أن يسقط من هناك فيلك، وإنما أخرج هذا كالمثل: أي لو كان مما يقع منه الخوف لخاف، وقال ذو الرمة: والقرط في حرة الذفرى معلقه ... تباعد الحبل منه فهو يضطرب فدل بقوله: " تباعد الحبل منه " على طول عنق المرأة؛ فهذه المبالغة لائقة مستحسنة؛ لأنه دل على الوصف بالشيء الذي يخص الموصوف، لا بالشيء الذي يخص غيره، ولو كان أبو تمام قال: " لو أن الخلاخيل صيرت لها نطقًا " لكان أتى بالصواب؛ لأن النطاق هو كل ما يدار على الخصر مثل المنطقة من سير كان أو ثوب أو غيرهما، أو لو قال " حقبًا " لأن الحقاب والنطاق بمنزلة واحدة، وأظنه أراد أن يقول هذا فغلط فجعل مكانه الوشاح. وقد بالغ أبو العتاهية في وصف الخصور بالدقة، فقال: ومخصراتٍ زرننا ... بعد الهدو من الخدور نفجٌ روادفهن يل ... بسن الخواتم في الخصور لم يرد أن خواتمهن في خصورهن؛ لأن هذا محال، وإنما ذهب إلى مثل قولهم: " جفنة يقعد فيها خمسة " أي: لو قعدوا فيها لو سعتهم.

1 / 156