L'Excitateur de passion résident vers les lieux les plus nobles

Ibn al-Jawzi d. 597 AH
52

L'Excitateur de passion résident vers les lieux les plus nobles

مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن

Chercheur

مرزوق علي إبراهيم

Maison d'édition

دار الراية

Numéro d'édition

الأولى ١٤١٥ هـ

Année de publication

١٩٩٥ م

أَهْلِهَا، فَقَالَتْ لِأَخِيهَا ضَبٍّ: أَلَسْتَ تَرَى بِاللَّهِ يَا ضَبُّ أَنَّنِي ... مُوَافِقَةٌ نَحْوَ الْمَدِينَةِ أَرْكَبَا أما كان في أولاد عمر بن عامر ... لك الويل ما يفنى الخبأ الْمُحْجِبَا أَبَى اللَّهُ إِلا أَنْ تَمُوتِي غَرِيبَةً ... بِيَثْرِبَ لا تَلْقَيْنَ أُمًّا وَلا أَبَا وَقَالَتِ الحكماء: أرض الرجل ظئره، وداره مهره، والغريب كالفرس الذي زايل أرضه، فهو زاوٍ لا يَنْمَى، وَذَابِلٌ لا يَنْضُرُ. وَفِطْرَةُ الرَّجُلِ مَعْجُونَةٌ بِحُبِّ الْوَطَنِ، ثُمَّ إِنَّ الْإِبِلَ تَحِنُّ إِلَى أَوْطَانِهَا، وَالطَّيْرُ إِلَى أَوْكَارِهَا. وَكَانَ بَعْضُ الْمُلُوكِ قَدِ انْتَقَلَ عَنْ وَطَنِهِ، فَنَزَلَ دِيَارًا أعمر من دياره وأخصب، ودانت له المماليك ثُمَّ كَانَ إِذَا ذَكَرَ الْوَطَنَ يَحِنُّ حَنِينَ الإبل إلى الأعطان. وأنشد فِي هَذَا الْمَعْنَى: مَا مِنْ غَرِيبٍ وَإِنْ أبدى تجلده ... إلا تذكر عند الغربة الوطنا وما يزال حمام باللوى غرد ... يهيج منى فؤدا طال ما سَكَنَا وَهَذَا كَثِيرٌ فِي أَشْعَارِهِمْ، فَمِنْهُ قَوْلُ بعضهم: إذا ما ذكرت الثغر فَاضَتْ مَدَامِعِي ... وَأَضْحَى فُؤَادِي نَهْبَةً لِلْهَمَاهِمْ حَنِينًا إِلَى أَرْضٍ بِهَا اخْضَرَّ شَارِبِي ... وَحُلَّتْ بِهَا عني عقود التمايم وقال آخر:

1 / 106