372

ومن سورة هود عليه السلام

** 336 دلالة :

خبير ) [1] يدل على أن الكتاب محدث ، وأن كلامه مفعول ؛ لأنه تعالى وصفه بأنه [ أحكم ] والإحكام لا يكون إلا فى الفعل الذى ينفصل حاله بالإحكام من حال المختل المنتقض من الأفعال.

وقوله تعالى : ( ثم فصلت ) يدل أيضا عليه ؛ لأن التفصيل لا يصح فى القديم ، وإنما يصح فى الفعل المدبر إذا فعل على وجه يفارق الأفعال المجملة التى لم تنفصل بالتدبير والتقدير.

وقوله : ( من لدن حكيم خبير ) يدل أيضا على حدوثه ؛ لأن القديم لا يجوز أن يضاف إلى أنه من لدن غيره ، وإنما يطلق (2) ذلك فى الأفعال الصادرة عن الفاعل ، فيقال : إنها من لدنه ، ومن قبله ، ولو كان الكتاب والقرآن قديما لم يكن بأن يضاف إلى الله تعالى وأنه من لدنه ، بأولى من أن يكون تعالى مضافا إليه ، على هذا الوجه.

ولمثل هذا قلنا : إن قول الناس فى القرآن : « منه بدأ وإليه يعود (3)) من أقوى ما يدل على حدثه ؛ لأن البداية والإعادة إنما يصحان فى المحدث الذى

انظر : المناظرة فى العقيدة الواسطية ( مجموع الرسائل الكبرى ) 1 / 411.

وانظر فيه كذلك : العقيدة الواسطية : 1 / 396.

Page 373