362

وهذه الآية تدل على قولنا فى الوعيد ؛ لأنه تعالى بين فيمن اكتسب السيئات أنه لا عاصم له من الله (1)، ولو كان يقبل فيه الشفاعة لم يصح ذلك ، ثم ذكر من بعد أنه تعالى يخلدهم فى النار ، فدل به على أنه لا ينقطع عنهم العذاب.

** 324 مسألة :

لا يؤمن ، فقال تعالى : ( كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون ) [33].

والجواب عن ذلك يقتضى أن كلمته تعالى حقت عليهم أنهم لا يؤمنون ، وذلك خبر من الله تعالى ، وخبره لا يجوز أن يتبدل فلا يكون إلا صدقا وحقا ، وليس فيه بيان أنه يمنع الفاسق من الإيمان ، أو يخرجه من أن يقدر على خلاف الفسق ، فلا ظاهر لهم فى هذه الآية!

** 325 مسألة :

عليه السلام ، وجعلهم بحيث لا يعقلون (2) ولا يسمعون ولا يبصرون. وهذا يحقق ما نقوله ، فقال (3) تعالى : ( ومنهم من يستمعون إليك ، أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون ، ومنهم من ينظر إليك ، أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون ) [ 42 43 ].

والجواب عن ذلك : أن ظاهره لا يقتضى إلا أنه صلى الله عليه وسلم لا يسمع الصم ولا يهدى العمى ، وليس فيه بيان حال الكفار وأنهم فى الحقيقة

Page 363