Le Coran des Similitudes

Qadi Abd al-Jabbar d. 415 AH
136

« ويريد بذلك أنه ليس عليه إثابتهم (1) والأخذ بهم فى طريق الجنة ، وأنه تعالى هو المختص بذلك.

بدلالة قوله ( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) و ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ).

أو يريد بذلك أنه ليس عليه إلا الدعاء ، فأما القبول فإليهم ، وإنما خاطبه بذلك على طريق التسلية والتعزية والتصبير له على ما يقع من الكفار ، كما قال عز وجل : ( لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين ) (2) وكقوله عز وجل : ( إن عليك إلا البلاغ ) (3) إلى ما شاكله.

** 92 دلالة :

يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل ) (4) يدل على أن من ليس بفاعل للشيء قد يستطيعه ؛ لأنه تعالى بين أن من لا يستطيع أن يمل يملل وليه ، فلو كانا جميعا لا يستطيعان قبل الفعل لم يكن لهذا القول معنى!

وقوله : ( فليملل وليه بالعدل ) يدل على أنه يقدر (5) أن يملى على وجهين ، فأمره بذلك على وجه مخصوص ، وهذا يدل على أن الإملاء يقع منه بالاختيار (6).

وقوله تعالى : ( ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ) (7) يدل على أن الإباء يصح منهم. وقد بينا أن اللغة تقتضى أن من هذه حاله يقدر على الشيء وخلافه (8).

Page 137