وفي هذه الآية رد عليهم في نفيهم للتأويل وقولهم بوجوب حمل الآيات على ظواهرها فإن الله يخبر أنه نادى موسى من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى..إلخ فهل الله سبحانه في الوادي الأيمن في البقعة المباركة في الشجرة؟ على ما يقتضيه ظاهر الآية، لا أحد يقول بهذا، ولا من يتسمون بأهل السنة؛ لأنهم يزعمون أن الله على العرش وليس في هذا الوادي أو في الشجرة.
إذا فكلام الله لموسى عليه السلام في ذلك الوادي إنما هو
بما خلق الله من الكلام في الشجرة.
[تفسير الآيات التي توهم أن لله مكانا]
والآيات التي استدللنا بها على بطلان مذهب المتسمين بأهل السنة، وهو أن الله فوق العرش؛ فهي في نفسها أيضا متشابهة، ولا نقول بحملها على ظاهرها لأنها توهم أن لله مكانا.
وإنما أوردناها على مذهبهم على سبيل الإلزام، وأنه يلزمهم من حملها على ظاهرها مع آيات العرش التناقض في القرآن، وهو لا يجوز فيه التناقض لأنه كلام الله تعالى، وقد قال الله فيه: {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه} [فصلت:42].
Page 69