إذا لم يبق إلا القول بالتأويل ليسلم القرآن من التناقض والاختلاف، وهو الذي يقول به أهل البيت ويعملون به في القرآن والصحيح من السنة.
وفي الحقيقة أن أهل السنة يتأولون أيضا كما سنبين بعد، وأن
دعواهم عدم التأويل غير صحيحة.
[التأويل الصحيح لهذه الآيات عند أهل البيت (ع)]
فأهل البيت عليهم السلام يؤولون الآيات المتشابهة كلها على ما يوافق المحكم من القرآن وعلى ما يوافق تنزيه الله سبحانه وتعالى عن المكان والزمان، وعن الشبه بالمخلوقين في معنى من المعاني، أو صفة من الصفات.
فقول الله سبحانه وتعالى: {خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش} [الأعراف:54]،
فلا بد أولا من معرفة معنى كلمة استوى في لغة العرب، وكذا معنى العرش ، والبحث عن معانيهما في القواميس العربية.
وبعد البحث تبين أن (استوى) تطلق على معان:
منها: استوى بمعنى اكتمل وتم، كما قال الله تعالى: {ولما بلغ أشده واستوى} [القصص:14]، أي استقام وتم، وكما قال: {فاستوى على سوقه} [الفتح:29]، أي اشتد على سوقه واكتمل.
Page 50