ثانيا: يدل ظاهر الحديث أن الله يمرض وينسب إليه المرض، وليس هناك أحد من المسلمين يجوز نسبة المرض إلى الله تعالى، ويجوز حمل لفظ الحديث على ظاهره.
إذا فليس للمتسمين بأهل السنة إلا أحد احتمالين: وذلك إما أن يحملوا لفظ الحديث على ظاهره ولا يؤولوه،كما يقولون إنهم لا يؤولون؛ فيلزمهم أن يقولوا إن الله يوصف بالمرض كما هو ظاهر الحديث؛ لأن الله قال: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني،.
وإما أن يقولوا بخلاف الظاهر ويتأولوا الحديث، ويقولوا إنما عبر الله سبحانه وتعالى عن مرض عبده بمرضه وسماه بذلك، وأن من زار عبدا لله فكأنما زار الله تشريفا للعبد ورفعا لدرجته وهو تعبير من الله على سبيل الكناية.
فإما أن يقولوا بالأول والبقاء على ظاهر الحديث دون تأويل فيلزمهم أمر خطير من نسبة المرض إلى الله تعالى.
وإما أن يقولوا بالقول الثاني ويتأولوا الحديث ولا يسعهم إلا ذلك فيلزمهم الخروج عن قاعدتهم، وهي أنهم لا يؤولون، والاعتراف بأن القول بعدم التأويل والبقاء على الظاهر إنما يقولونه تعصبا لعقائدهم التي وضعها أسلافهم وإن كانت على خلاف الحق.
Page 47