ﷺ التي صحت عنه في كتب السنة التي أشرنا إليها، لكنهم شاركوهم في كونهم من أهل القبلة وفي صلاتهم وحجهم، وأقرب هذه الأقليات إلى أهل السنة الزيدية ثم الأباضية ثم الشيعة الاثنا عشرية فأحمدية لاهور الذين لا يقولون بنبوة المأفون الكذاب غلام أحمد القادياني. أما القائلون بنبوتهم فهم أبعد من هؤلاء عن الإيمان الإسلامي.
ويلي هؤلاء أقليات أخرى باطنية لا تعد نفسها من أهل القبلة، إلا أنها تنتسب إلى الإسلام ولها في نصوصه وعقائده فهم خاص، وفي مقدمة هؤلاء إسماعيلية البهرة ثم إسماعيلية أغا خان والنصيرية والدروز، وكان يمكن أن يعد في هؤلاء البابية والبهائية لولا أنهم أعلنوا انفصالهم عن الإسلام، وابتدعوا دينا مستقلا زادوا به الديانات المعروفة اختلافا جديدا لم تكن في حاجة إليه، فخرجوا بذلك حتى عن اسم الإسلام.
والفرق بين أهل السنة والشيعة راجع إلى أهل السنة يحصرون مصدر التشريع في النبي ﷺ ويرون أن العصمة له وحده فيما بلغ عن ربه وفيما يستلزمه كمال رسالته. أما الشيعة الاثنا عشرية فيدعون العصمة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأحد عشر رجلا من سلالته، وإن لم يدعها علي لنفسه، أو أحد من بنيه له ولهم. ويرى الشيعة أن هؤلاء الأثنى عشر مصدر تشريع على خلاف ما كان يؤمن به هؤلاء الصالحون ﵏.
وفرق آخر جوهري بيننا وبين الشيعة هو أن التشريع الذي وصل إلينا عن النبي ﷺ إنما وصل عن طريق أصحابه الكرام البررة الصادقين، وقد نقله عنهم العدول الصادقون الحافظون من التابعين ومن جاء بعدهم، فالصحابة
1 / 4