Études en langue et en littérature
مطالعات في اللغة والأدب
Genres
تطير نفسه شعاعا إلى نعيمها وملاذها.
يعدد ألوان النعيم ويصف أفانين الملاذ بأقصى قصارى مبالغاته.
ليست رسما مسطورا أو قصورا جامدة لا حراك بها.
لا مندوحة إذن عن أن المخيلة تحدس وتفترض.
فعلى مذهب الأستاذ السكاكيني «شيخ الطريقة الجديدة» لا وجه لذكر ملاذها بعد نعيمها، ولا محل لأفانين الملاذ بعد ألوان النعيم. وأي معنى لقوله: «لا حراك بها» بعد قوله: «إنها جامدة»، وما هي الضرورة لكلمة «تفترض» بعد كلمة «تحدس»، ولا فائدة للتأكيد ولا حاجة للتأثير على السامع، ومن قارن بين الاعتراضات التي اعترضها علي وبين هذه الجمل علم أن اعتراضاته واقعة على هذه أيضا وعلى العربية من أصلها.
وجاء في المقالة الثانية ما يأتي في وصف الكاتب الروسي الروائي إيفان ترجنيف. «زيادة اتساع الإحساس وترامي حدود المعرفة والإحاطة »، «ظاهرة ذات شأن كبير وحادثة بعيدة التأثير»، «وهو من كبار مفسري النفسية الروسية ومترجمي أسرار القلب السلافي.» سيقول لك السكاكيني أن لا محل لترامي الحدود بعد الاتساع، ولا لزوم لجملة بعيدة التأثير بعد ذات شأن كبير، وسينكر عليك ترجمة أسرار القلب بعد تفسير النفسية.
ثم ورد:
من العبقريات الثرة الفياضة»، «وربما كانت حماسته وتأججه أكثر من فيضه وتدفقه وعمق نفسه وبعد قرارها أكثر من اتساعها وانفراج ما بين أطرافها»، «ويدرس إشارة بذاتها ولمحة بعينها ويعي كل ذلك في حافظته ويرسمه في لوح ذاكرته.» سامحك الله أيها الكاتب الأديب، كيف تجرؤ أن تقول: ثرة وفياضة؟ أليستا مترادفتين؟ وكيف تجيز وضع عمق النفس بجانب بعد القرار، أوليسا شيئا واحدا؟ وما معنى لمحة بعينها مع إشارة بذاتها؟ وهل تحتاج أن تقول: «يعي كل ذلك في حافظته» ثم تردفها بقولك: «ويرسمه في لوح ذاكرته»؟ ولعلك تقول إن هذا من باب تنويع الصور للمعنى الواحد وارتياد التأثير في النفس ولكن هنا من لا يبيح لك هذا الأسلوب ومن يعيذ العربية منه ...
ثم ورد:
نفس سرية غير مسرفة ولا مبذرة.
Page inconnue