251

Le Mustatraf dans chaque art raffiné

المستطرف في كل فن مستظرف

Maison d'édition

عالم الكتب

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٩ هـ

Lieu d'édition

بيروت

رأى فرسي اصطبل عيسى فقال لي ... [قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزلي]
به لم أذق طعم الشعير كأنني ... [بسقط اللوى بين الدخول فحومل]
تقعقع من برد الشتاء أضالعي ... [لما نسجتها من جنوب وشمأل «١»]
وله أيضا:
ليهنك إنّ لي ولدا وعبدا ... سواء في المقال وفي المقام
فهذا سابق من غير سين ... وهذا عاقل من غير لام «٢»
وله في طبيب يدعى إسحاق:
مباضع إسحق الطبيب كأنّها ... لها بفناء العالمين كفيل
معوّدة أن لا تسلّ نصالها ... فتغمد حتى يستباح قتيل
وله في أحمق طويل اللسان:
لو أنّ قوّة وجهه في قلبه ... قنص الأسود وجندل الأبطالا
أو كان طول لسانه بيمينه ... أفنى الكنوز وأنفذ الأموالا
وهجا أعرابي رجلا ثم مدحه فقال:
إنيّ مدحتك من فساد قريحتي ... وعلمت أن المدح فيك يضيع
لكن رأيت المسك عند فساده ... يدني إلى بيت الخلا فيضوع
قيل لبعضهم: ما تقول في فلان وفلان؟ قال: هما الخمر والميسر إثمهما أكبر من نفعهما.
وقيل لرجل: كيف وجدت فلانا؟ قال: طويل اللسان في اللؤم قصير الباع في الكرم، وثابا على الشر منّاعا للخير.
وسمع أعرابي قوله تعالى: الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْرًا
وَنِفاقًا
«٣» . فانتفض، ثم سمع قوله تعالى: وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
«٤» . فقال: الله أكبر هجانا ثم مدحنا، وكذلك قال الشاعر:
هجوت زهيرا ثم إني مدحته ... وما زالت الأشراف تهجى وتمدح
وقال أبو زيد العبدي:
ولقد قتلتك بالهجاء فلم تمت ... إنّ الكلاب طويلة الأعمار
وقال المتوكل لأبي العيناء: ما بقي أحد في المجلس إلّا هجاك، وذمك غيري فقال:
إذا رضيت عني كرام عشيرتي ... فلا زال غضبانا عليّ لئامها
الباب الرابع والاربعون في الصدق والكذب
وفيه فصلان
الفصل الأول في الصدق
قال الله تعالى مبشرا للصادقين: هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ
«٥» وقال تعالى: وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ
«٦» فمدحهم وبين لهم المغفرة والأجر العظيم.
وقال عمر ﵁: عليك بالصدق وإن قتلك.
وما أحسن ما قيل في ذلك:
عليك بالصدق ولو أنّه ... أحرقك الصدق بنار الوعيد
وابغ رضا المولى فأغبى الورى ... من أسخط المولى وأرضى العبيد
وقال إسماعيل بن عبيد الله: لما حضرت أبي الوفاة جمع بنيه، فقال لهم: يا بني عليكم بتقوى الله وعليكم بالقرآن، فتعاهدوه، وعليكم بالصدق حتى لو قتل أحدكم قتيلا، ثم سئل عنه أقرّ به. والله ما كذبت كذبة قط مذ قرأت القرآن.

1 / 256